موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

فقه الدعوة

0 312
س994: نحن أخوة لكم من أكراد إيران .. منَّ الله تعالى علينا بالهداية إلى الاعتقاد الصحيح .. ومنهج أهل السنة .. نعيش بين أناس يغلب عليهم الجهل والبدع والأهواء والشرك .. وعبادة القبور .. والاستغاثة بالأموات .. ولصغر سننا ـ حيث أكبرنا لا يتعدى 26 سنة ـ وقلة عددنا فهم لا يقبلون منا النصح عندما ننبههم إلى بعض الأخطاء والشركيات التي يقومون بها .. وفي كثير من الأحيان يرموننا بالغلو والتشدد، وتكفير المسلمين، وسؤالنا يا شيخ: ما هو الدور الذي تنصحنا أن نقوم به .. وهل يجوز لنا أن نحكم على بعض الأشخاص بأعيانهم بالكفر ممن ينتسبون للإسلام .. وهم في نفس الوقت من دعاة الكفر والضلالة بعد أن نبين لهم كفرهم وضلالهم .. وغفر الله لنا ولكم؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. الذي نوصي به الصبر على الدعوة وأذى الناس؛ فالمسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم .. كما ونصي بطلب العلم والحرص عليه .. وأن يكون همكم وشغلكم الشاغل الدعوة إلى التوحيد، وبيان جوانب الكفر والشرك، والبدع، والأهواء ..!
ولا أرى أن تنشغلوا في تكفير أعيان الناس ـ وتجعلوا من أنفسكم قضاة على رقاب العباد ـ إلا ما دعت إليه الضرورة، ووجدت الحاجة الماسة لبيان حكم الله في بعض الأعيان الذين يشتد خطرهم وأذاهم على عباد الله .. وكان كفرهم بواحاً لا يحتمل تأويلاً ولا صرفاً .. فإن وجد من كان كذلك فلا بد من الصدع بتكفيره ليحذره الناس ويجتنبوه .. أما من كان كفره متشابهاً محتملاً من وجه ويحتمل غير ذلك من وجه آخر .. فالأولى والأسلم حينئذٍ الإمساك عن الخوض والاشتغال به وبمن كان على شاكلته، وهذا لا يمنع من التحذير منه ومن منهجه إن كان من ذوي البدع والأهواء والضلال، والله تعالى أعلم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.