انتخابات البلدية والأعمال التنفيذية
س968: هل يجوز التصويت لاختيار رئيس للبلدية في منطقتنا علماً أننا لو اعتزلنا التصويت ورفضنا أن نعطي أصواتنا للأفضل من المرشحين لتم اختيار من لا يتقي الله في الناس، ولربما كان شيوعياً ملحداً .. نرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الراجح في المجالات والأعمال التنفيذية، كرئيس للبلدية، أو رئيس للجامعة، أو الشركة ونحو ذلك من الأعمال ـ التي لا مساس لها بمهمة التشريع وسن القوانين المضاهية لشرع الله ـ أن التصويت من أجل فرز وانتخاب الأفضل من المرشحين جائز، وفق الشروط التالية:
1- أن يوجد من المرشحين للعمل فاضل ومفضول، سيئ وأقل سوءاً، أما إذا استووا في الشر والفساد أو كان شرهم متقارباً لا يجوز التصويت لأحدٍ منهم، ويكون الأولى حينئذٍ اعتزال الجميع خشية الوقوع في التعاون على الإثم والعدوان، والانشغال في أمور لا طائل منها.
2- أن لا يترتب عن الترشيح للعمل والتصويت للمرشح لهذا العمل مفاسد ومزالق عقدية وشرعية ترجح على المصالح المرجو تحصيلها من وراء ذلك العمل؛ فإذا استوت المصالح والمفاسد، أو رجحت المفاسد على المصالح .. يتعين حينئذٍ الاعتزال، وعدم المشاركة لا في الترشُّح ولا في التصويت للمرشح.
فالعمل كرئيس للبلدية ونحوه من الأعمال قد يجوز في قطر دون قطر بحسب المصالح والمفاسد والمزالق الشرعية التي تترتب عن المشاركة في هذا القطر أو ذاك .. فالأقطار والأمصار والأنظمة المعمول بها ليس كلها سواء.
ومرد تقدير المصالح والمفاسد لأي عمل من الأعمال في أي قطر من الأقطار يعود لأهل العلم والفقه من ذوي الدراية والاختصاص.
3- أن يكون المرشَّح فعلاً قادراً على تمرير الإصلاحات والأعمال الخيرة المنشودة من وراء ترشيحه والتصويت له .. وأن لا يكون مجرد شاهد زورٍ على المنكر والباطل الذي يُعاينه ويُعايشه!
4- أن لا يتحول هذا الانشغال بالتصويت إلى منهج وتصور واعتقاد بأن التغيير المنشود في الأقطار والأمصار .. والعمل من أجل استئناف حياة إسلامية راشدة .. يتم عن هذا الطريق؛ طريق التصويت والانتخابات .. كما يصور ويفعل البعض!
بهذه الشروط والضوابط نجيز التصويت والترشيح لأي عمل تنفيذي .. وإلا فلا، والله تعالى أعلم.