موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

حوار الشيخ أبي بصير الطرطوسي مع أعضاء ورواد منتديات شبكة حنين

0 800

كلمـة الإدارة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا] .[سورة النساء الآية 59].

وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم : [إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر]. (أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والإمام أحمد بن حنبل من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه).

وتحت ظلال الفتن التي تموج في بحر حالك الظلمة ارتأت شبكة حنين أن تستضيف عالما جليلا من علماء الأمة نحسبه على خير ولا نزكي على الله أحداً

شيخنا المفضال ( عبد المنعم مصطفى حليمة ) المكنى بأبي بصير الطرطوسي _ حفظه الله تعالى _ .

ليجيب عن اسئلة كثيرة سكنت الواقع قبل أن تسكن الفكر وباتت السفينة تتخبط عبر العديد من القادة وندرة أهل العلم واختلافهم .

فبداية نرحب بالشيخ الكريم أبو بصير الطرطوسي .

ونبدأ الحوار هنا بالشبكة بنفس الصفحة … مدة الحوار أربعة أيام … تبدأ ــ بإذن الله ــ من يوم الخميس الساعة الواحدة صباحاً ، وحتى يوم الأحد الساعة الثانية عشر ليلاً من تاريخ 18/9 إلى 21/9 .. في نهاية هذا التوقيت المشار إليه ــ أي في الساعة الثانية عشر ليلاً من يوم الأحد ــ تغلق صفحة الأسئلة، بحيث لا يُسمَح أن تضاف أي أسئلة جديدة .

ونود أن نهيب بالإخوة الاعضاء أن يكونوا على قدر المسؤولية في التخاطب مع الشيخ المعلوم وتجنب اللغة التي سادت رغماً عنا في تخاطب المجاهيل امثالا لأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام .

قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى اله وسلم -: ”ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر” رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما. وفي رواية الترمذي عن عبد اللَّه بن عمرو ، وأبو يعلى عن أنس رضي الله عنهما : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ).

وعليه فأن الادارة لن تسمح بمخاطبة الشيخ الا بأسلوب واحد اسلوب السائل عن ما لا يعلم لشيخ يعلم .

والله من وراء القصد
الادارة

 

مقدمة بين يدي الحوار

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.

اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

وبعد، شكر الله جهود الأخوة القائمين على إدارة منتديات شبكة حنين .. على إضافتهم لهذا الحوار واللقاء مع رواد وأعضاء الشبكة .. رجياً الله تعالى أن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .. وأن يلهمنا الصواب في القول والعمل .. وأن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم .. وأن يكون ــ بإذنه ــ مغلاق شرٍّ مفتاح خير .. وسبباً لهداية من ضل سواء السبيل .. إنه تعالى على ما يشاء قدير.

كما وأشكر كل أخٍ خصني بترحيب أو دعاء .. أو سلام .. وأقول له: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ولك بمثل وأفضل مما دعوت لأخيك، وجزاكم الله خيراً.

وقبل أن أبدأ بالإجابة عن الأسئلة المطروحة .. أود أن أشير إلى جملة من النقاط:

  • ليعلم الجميع أنه ليس لي حزباً أو تكتلاً .. أخشى عليه من انصراف وجوه الناس عنه .. أو أحرص على صرف وجوه الناس إليه .. فحزبي هو ” الحق “، حيثما كان ومع من كان .. هو ” الإسلام، والمسلمون “، هو أمة الإسلام .. كل الأمة .. هو كل ما كان عليه ” أهل السنة والجماعة “.

وبالتالي ليس لي غرض من هذا الحوار .. سوى الإصلاح ومعرفة الحق .. وإنصاف الحق .. وإظهاره .. واتباعه .. والتدليل عليه .. رضي من رضي، وسخط من سخط!

وإني لأعلم أن مرضاة الناس غاية لا تدرك .. والسعي في طلبها تَكلّف يُذهب الإخلاص، وماء الوجه، ويمحق البركة .. وهذا ليس من عادتي .. وأن الحق لا بد له من عداوة وأعداء؛ فحق ليس له عدو يناجزه ويبغضه ليس حقاً خالصاً.

  • الغرض من هذا الحوار ــ وكل حوار راشد ــ معرفة الحق، ومن ثم اتباعه .. وإنصافه من أنفسنا وانتماءاتنا وعصبياتنا الحزبية .. وليس للغلبة ومجرد الجدال .. والانتصار للنفس .. أو الهوى .. أو الحزب .. أو الجماعة .. فإني أعيذكم ونفسي من أن نتخلق بذلك .. فنضل الحقَّ ولا نصيبه!
  • لقد تأملت الأسئلة الواردة بشكل سريع .. فوجدتها أصنافاً .. فهناك من يسأل استرشاداً لمعرفة الحق، ومن ثم العمل به .. وهناك من يسأل لغرض الجدال والمراء، والغلبة .. وهناك من يسأل فتنة واستدراجاً، وتهكماً، واستعلاءً .. ولكل صنف قرائنه الدالة عليه .. وهي ليست عندي سواء من حيث الإقبال، والاهتمام، والتوسع أو الاسهاب في الإجابة!
  • نوع من الأسئلة والمداخلات تتضمن تقريرات وأحكام على أطراف وجهات، ومسائل عدة .. يأتي السؤال ــ الذي يعني السائل ــ في آخر المداخلة والكلام .. فيكون مثل صاحبها مثل من يفتي ويسأل في آنٍ معاً، وهذا لا يستقيم!

وهذا النوع من الأسئلة والمداخلات إن أجبت عن السؤال الذي يعني السائل .. وسكت على تقريراته وأحكامه، التي ساقها خلال مداخلته وكلامه، قد يُفهم أنني موافق له على تقريراته وأحكامه .. وليس بالضرورة أن أكون كذلك .. وإن أجبت عن تقريراته وأحكامه التي لا أوافقه عليها .. تتشعب الإجابة كثيراً، وفي اتجاهات شتى .. ويطول بنا الوقت .. قبل أن أجيب عن السؤال الأساس الذي يعني السائل .. لذا لزم التنبيه؛ إذ في مثل هذه الحالات غالباً ما أتعامل مع السؤال الذي يعني السائل وحسب.

  • سأجيب ــ إن شاء الله تعالى ــ عن المسائل ــ ما استطعت ــ بحسب تسلسل ورودها في الصفحة المخصصة لطرحها .. وبعضها مكرر، فما كان منها مكرر أحلته للإجابة عمن سبقه في طرح مثل سؤاله.

ثم أرجو من الأخوة المشرفين ــ حفظهم الله ــ أن يخصصوا هذه الصفحة لتدوين الأجوبة عن الأسئلة والمداخلات فقط .. إذ أرجو أن لا يوضع فيها أي سؤال أو مداخلة .. وأيما سؤال يوضع فيها لا أتعامل معه، كما يفقد دوره التسلسلي .. ثم أنني على اطلاع باستمرار على ما يكتب وينشر في الصفحة المخصصة لطرح الأسئلة والمداخلات .. وجزى الله الجميع خير الجزاء، على حسن تفهمهم للأمر.

  • كثير من الأسئلة ابتدأها أصحابها قبل السلام ومن دون سلام .. وهذا بخلاف السُّنَّة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” السّلامُ قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤالِ قبل السَّلام فلا تُجيبوه “[صحيح الجامع:3699].

ونحن نحسن الظن بمن بدأ سؤاله من دون سلام، ونعذره بالجهل .. أمّا وبعد بلوغ العلم في هذه المسألة، فمن بدأنا بالسؤال قبل السلام ومن دون سلام .. فلن نجيبه، ولن نلتفت إلى سؤاله، ولا يلومنّ إلا نفسه.

  • نصيحة أخيرة أقولها للشباب المسلم: لا تُقبلوا علينا وعلى كتاباتنا ونحن في سن الشباب، تعلونا بعض الحماسة الزائدة .. بينما إذا بلغنا سن الشيوخ .. وعركتنا الحياة، وعركناها .. وأصبنا ــ بفضل الله تعالى ــ كثيراً من الحكمة .. انصرفتم عنّا وأدبرتم .. الخاسر هو من يفعل ذلك!

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يعنيهم قوله صلى الله عليه وسلم:” طوبى للغرباء “، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال:” الذين يصلحون إذا فسد الناس “، وفي رواية:” من يعصيهم أكثر ممّن يطيعهم “.

اللهم أرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .. اللهم آمين، آمين .. وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

والآن ــ بإذن الله تعالى ومشيئته وتوفيقه وعونه ــ نُشرِع في الإجابة عن الأسئلة

 

 

الأسئلـة

س1: ما هي الأخطاء لدى الدولة الإسلامية ؟؟ نتمنى أن يكون الجواب قصيرا ؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. أما أنّك قد ألزمتني بالاختصار، وقصر الجواب، فأقول: الرأي والحكم في ” جماعة الدولة..”: أنّهم يحتقرون الخلقَ، ويردون الحقّ .. فمن كان معهم، وتابعهم على ما هم فيه، عظّموه، ورفعوه .. وإن كان من أجهل وأضل الناس .. ومن خالفهم وناصحهم .. حقّروه.. وضللوه .. وصغّروه .. وربما كفروه .. وإن كان من أعلم وأفاضل الناس!

حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام؛ لا يأبهون ولا يكترثون لمآلات ونتائج أفعالهم .. سيئ الظن بالمسلمين، وبكل من خالفهم من المجاهدين .. غُلاة أجلاف؛ يكفرون بالظن، والمتشابهات، والمحتملات .. وأحياناً بالحسنات .. وهذا وصف أشد مما وصف به الخوارج الأوائل من كونهم يكفرون بكبائر الذنوب .. ومن يتأمل تكفيرهم لكثيرٍ من المسلمين والمجاهدين ممن خالفوهم على أرض الشام والعراق .. يجد أن تكفيرهم من هذا المنطلق .. لا يخرج عن هذا التوصيف!

خبراء ومهرة في افتعال المعارك الداخلية فيما بين المسلمين والمجاهدين .. وربما هذا الذي جعل الأمريكان وحلفاءهم يصبرون عليهم دهراً من الزمن .. ويتغاضون عن فتوحاتهم، وما اكتسبوه من غنائم .. الشيعة الروافض إذا أحلوا بأرض لا بد لهم أن يفتعلوا فيها قبوراً مكذوبة ينسبونها لأوليائهم، ليعكفوا على عبادتها .. ويحيوا شعائر الشرك .. وهؤلاء إذا أحلوا أرضاً لابد لهم أن يجعلوا أهلها شيعاً وأحزابا وفرقاً متناحرة متدابرة متقاتلة .. هذا صحوات، ومع الصحوات .. وهذا ضد الصحوات .. ولو نزلوا في أرضٍ ليس فيها إلا الحجر والشجر لجعلوا لأنفسهم منها صحوات يقاتلونها ..

جريئون جداً على سفك الدم الحرام.. إذا انتصروا في موقعة .. وتحققت لهم نوع شوكة أول من يتأذى بهم المسلمون السنة قبل غيرهم .. إذ تراهم سرعان ما يخيرونك بين أن تدخل في الطاعة والبيعة .. أو أنتترك السلاح وتعتزل .. أو القتل والقتال بينما المعركة الأساس مع الطاغوت وجنده ونظامه لم تنته بعد .. وهي في بدايتها .. وهم عند أدنى مواجهة بينهم وبين العدو الذي زعّروه على أنفسهم وعلى الأمة .. يتركون المناطق وأهلها ــ بعد أن جردوهم من السلاح ومن حقهم في المقاومة والجهاد ــ ليواجهوا مصيرهم المؤلم أمام العدو الرافضي الحاقد ليفعل بهم أفاعيله الطائفية التي تقشعر منها الأبدان .. حصل ذلك في سوريا، والعراق سواء .. ولا يزال يحصل .. ويا لفرحة طواغيت سوريا والعراق بهذا النهج، وهذه السياسة، والنتيجة!

كلما ازدادوا قوة وتمكيناً كلما ازدادوا إمعاناً وتقتيلاً، وإذلالاً لمن خالفهم من المسلمين والمجاهدين .. والقول عنهم:” بأنهم يقتلون أهل الإسلام، وينشغلون بهم عن أهل الشرك والأوثان “حق لا مرية فيه.

أهل غدر وخيانة .. لا يراعون عهداً ولا ذمة .. فالحديث عن العهد والأمان .. والوفاء بالعهود والعقود .. هذا الجانب العظيم من الدين والخلق، والفقه الإسلامي عندهم وعند أنصارهم، سُبّة وخنوثة فكرية ..وانبطاح .. وإرجاء .. مدعاة للاستخفاف والسخرية، وفي الحديث:” ما نقض قوم العهد إلا سلّط الله عليهم العدو “!

لا يملكون مشروعاً راشداً ممكن التطبيق والوجود .. والتحقيق .. فمشروعهم قائم على الهدم والتطبيش .. ثم الهدم والتطبيش .. وليس لهم وراء الهدم والتطبيش همّ ولا مشروع .. سوى الهدم والتطبيش .. فالهدم والتطبيش بالنسبة لهم، كالبحر بالنسبة للسمكة .. وحتى يستمر وجودهم، وتستمر حياتهم لا بد من أن يستمر الهدم والتطبيش ..!

رفعوا شعار الدولة وهم من أبعد الناس عن مقومات مشروع الدولة الراشدة العادلة .. فضلاً عن الخلافة .. وفاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه.

ديكتاتوريون مستبدون .. دمويون .. تصفويون.. إقصائيون .. لا يعرفون في قراراتهم الشورى اللازمة والملزمة .. بل الحديث عن” الشورى ” يُضايقهم ويؤذيهم .. ثم بعد ذلك يزعمون زوراً أنهم يريدون قيام دولة إسلامية أو هم الدولة الإسلامية!

مأوى لكثير من المحدثِين المجرمين ..الفارين من العدالة .. الذين لهم جنايات مع الناس .. ومع فصائل وكتائب مجاهدة أخرى.. إذ يجدون في تنظيم الدولة مأوى آمنا لهم من المحاسبة والمساءلة .. وفي الحديث:” مَن آوى مُحدِثًا، فعليهِ لعنةُ اللهِ والملائِكةِ والنَّاسِ أجمعينَ، لا يُقْبَلُ منهُ صَرفٌ ولا عَدلٌ” البخاري. مع التأكيد على أن صفوف هذا التنظيم تتخللها بعض العناصر المغفلة المخلصة من ذوي النوايا الصالحة .. قد غرتها بعض الشعارات .. وهؤلاء أملنا بالله كبير أن يهديهم بنا وبغيرنا إلى جادة الحق والصواب.. ونقول لهم: لا يكفي لقبول العمل صلاح النية، وإنما مع صلاح النية لا بد من صلاح العمل، وحسن المتابعة للسنة.

هذا ما أفيدك به باختصار .. وجوابي عن سؤالك، هو جواب عن كل سؤال نحو سؤالك، جاء بعدك.

 

س2:  ماهي الأدلة الشرعية على الحكم على الدولة الاسلامية، بأنهم خوارج، ومن الكتاب والسنة؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. ليس لأحدٍ أن يحكم على معين بحكم شرعي من تلقاء نفسه، ولهوى من عند نفسه .. إذ الأحكام الشرعية وقف للشارع وحسب، فمن حكم عليه الشارع بأنه من الخوارج فهو من الخوارج .. وإن زعم وزعمنا أنه من أهل السنة .. ومن قال عنه أنه من أهل السنة والجماعة .. فهو من أهل السنة والجماعة .. مهما وصفناه بأوصاف تخالف ذلك، فالحكم لله تعالى وحده.

أما كيف حكمنا على جماعة الدولة بأنها من الخوارج .. أو هم خوارج .. فمرد ذلك إلى النظر في أمرين: أولهما النصوص الشرعية التي تبين صفات وخصال الخوارج .. ثم بالنظر إلى الجماعة التي تتوفر فيها هذه الصفات والخصال .. وبقليل من التأمل والنظر في الجانبين ” النصوص الشرعية، وواقع جماعة الدولة “، تخرج بحكم يقيني أنهم خوارج، وأن الجماعة جماعة خوارج.

تقول لي: بين لنا الأدلة الشرعية التي تتحدث عن الخوارج وصفاتهم .. ومن ثم نرى وننظر هل تنطبق على جماعة الدولة أم لا ..؟!

أقول: هذا سؤال كبير قد كُفينا مؤنة الإجابة عنه هنا، بكتابة كتاب يجيب عن هذا السؤال على وجه التفصيل، وهو كتاب ” هذه خصال الخوارج فاحذروها “، وهو منشور في موقعنا، فأنظره وراجعه إن شئت.

 

س3: أنا من محبي الجهاد في غزة الصمود وأكن لهم كل تقدير ولكن لدي سؤال برأيك لم لا تحكم حماس بالشريعة .. و جزاكم الله كل خيراً؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. جيد أنك من محبي الجهاد في غزة الصمود .. لكن أريدك أن تحب المجاهدين في غزّة الصمود أيضاً .. إذ لا جهاد بلا مجاهدين!

وفيما سألت عنه أقول: إذا علمنا أن ” الشريعة “، هي الدين كله، بكل تقسيماته وواجباته، وفروعه، وشعبه .. علمنا أنه لا يوجد مسلم .. ولا جماعة مسلمة .. إلا وقد طبقت في نفسها وفيمن حولها جزءا من هذه الشريعة .. يكثر في مواضع، ويقل في مواضع أخرى .. فالإعداد لمواجهة العدو، هو من الشريعة وتطبيق الشريعة، وجهاد العدو في سبيل الله ذوداً عن العرض والأرض، والدين، والحقوق، والحرمات هو من الشريعة .. وتطبيق الشريعة .. وحماس ـ جزاهم الله خيرا ـ قد أجادت وأحسنت في ذلك.

وفيما قصرت فيه حركة حماس .. وهل لها أعذار تقيل عثرتها .. أو تدخلها خانة الشبهات التي تدرأ عنها الأحكام .. أم لا .. راجع مقالتنا المنشورة في موقعنا، وهي بعنوان:” مسألة تكفير حماس وقادتها “، والتي كتبت قبل أكثر من أربع سنوات.

 

 

س4: هل يجوز الاستعانة بالصليبين وأمثالهم أمريكا وبريطانيا .. وطواغيت العرب ضد الدولة الاسلامية ؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا يجوز الدخول في التحالف الذي تتزعمه أمريكا في حربها على الإرهاب، تحت زعم وعنوان محاربة ” جماعة الدولة “، فظاهر هذا التحالف محاربة ” تنظيم الدولة “، وباطنه محاربة الإسلام والمسلمين، والتدخل في شؤون بلدانهم، ومعاشهم، والنظام الذي يحكمهم ..!

طواغيت الكفر والظلم في الشام والعراق .. فعلوا الجرائم العظام ــ ولا يزالون ــ التي يصعب وصفها بحق المسلمين السنّة وبحق أطفالهم ونسائهم .. والتي يستنكرها كل ضمير حي .. ومع ذلك لم نجد لأمريكا وحلفائها أي حراك، أو إنكار ..!

فأمريكا متهمة لدى الشعوب، والعدالة .. أكثر بكثير مما يُشار ويُقال عن جماعة الدولة ..!

ولكن لما كانت ” جماعة الدولة “، وضعت نصب أعينها إفشال ثورات وجهاد الشعوب المسلمة .. ومحاربة جميع الفصائل والكتائب المجاهدة، وإرغامها بالقوة والإكراه على البيعة والطاعة .. والدخول في مشروعها الفاسد المفسد .. وفهمها الخاطئ عن الإسلام .. قبل محاربة الطاغوت ونظامه .. فمن حق هذه الجماعات حينئذٍ الدفاع عن دينها، ونفسها، وعن مقراتها، ومناطقها، وحقوقها، ورد عدوان وبغي خوارج الدولة عنها وعن الناس .. وفق خطتها واستراتيجيتها وأهدافها المستقلة عن الآخرين.

وأيما مساعدة تعرَض على المسلمين والمجاهدين من قبل غيرهم .. إن كانت مشروطة بشرط فاسد شرعاً، أو بشرط يقيد من حرية قرارهم السياسي، والعسكري .. أو يترتب عليها مفسدة أعظم من المفسدة التي يراد إزالتها .. لا يجوز قبولها .. والمسألة قد بحثتها بشيء من التوسع في مقالة مستقلة، بعنوان ” الانتصار بالكافر على دفع ظلم وبغي المسلم “، وهو منشور في موقعنا، فراجعه إن شئت.

 

س5:  لماذا التهجم على الشيخ ابو بكر البغدادي ووصفه بالمشؤوم؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لأنه أفسد على المسلمين في الشام، والعراق ثوراتهم، ومشروعهم الجهادي والإسلامي .. وفرق صفوفهم وكلمتهم بعد نوع توحد وقوة .. وأوغر صدور بعضهم على بعض .. وأعمل فيهم القتل والتفجير والاغتيالات .. وزعّر عليهم وعلى أهاليهم دول العالَم كله .. فكان ــ وجماعته ـ بذلك خير معين للطاغية النصيري بشار الأسد، وللمالكي الرافضي، ونظامه .. على المسلمين بعامة، والمجاهدين بخاصة.

كان من قبل، جميع المسلمين في الشام .. يتكلمون بصوت مرتفع عن حلمهم المنشود في قيام دولة إسلامية راشدة عادلة .. والآن .. وبعد أن فعلت جماعة البغدادي أفاعيلها المشينة .. أصبح الحديث عن قيام دولة إسلامية .. مصدر ريب وشك، وخوف وقلق .. وعند البعض مصدر استخفاف وسخرية .. لأنهم لم يروا أمام أعينهم كنموذج عن الدولة المنشودة .. سوى دولة البغدادي ..!

فالبغدادي وجماعته .. قبل أن يجنوا على المسلمين وثوراتهم وجهادهم .. جنوا على ما هو أهم وأعظم من ذلك بكثير .. جنوا على دين الله الإسلام!

ألا يحق لنا ــ ولغيرنا ــ بعد ذلك كله أن نصف صاحبكم البغدادي بأنه المشؤوم .. وأنه مصدر شؤم على الإسلام والمسلمين، وعلى ديارهم؟!

 

س6: ما هي شروط الدولة الاسلامية التي تراها انت كي يتم إقامتها وإعلانها؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. شروط الدولة ــ ليس كما أراها أنا وحسب، وإنما كما يراها جميع العقلاء أيضاً ــ:

  • أن تكون ذات أرض آمنة لها حدودها المهابة المصانة، قابلة للحياة، والاستمرار .. وهو ما يُطلَق عليه تعبير ” دولة ذات سيادة “؛ أي لها سيادتها على نفسها، ولها حدودها المصونة والمحترمة، والمهابة.
  • شعب يعيش على هذه الأرض، وينتمي إليها ..
  • نظام وقانون يحكم الأرض والشعب.
  • سلطان أو حاكم مطاع يحكم الأرض، والشعب، بقانون ونظام.

وللدولة الإسلامية ــ إضافة للشروط الآنفة الذكر ــ ركائز وأركان لا تستقيم الدولة ولا تنهض إلا بها .. أجملنا ذكرها في مقالة قديمة لنا، بعنوان ” ركائز الحكم في الدولة الإسلامية “، وهو منشور في موقعنا، فراجعه إن شئت.

 

س7: ما المطلوب من دولة الإسلام وأميرها الآن ان تصنع وعن ماذا تتراجع؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. الخرق ليس ضيقاً، لنتحدث عن إمكانية الترقيع والإصلاح .. وإنما اتسع اتساعاً شديداً يصعب معه الترقيع والإصلاح .. وبالتالي فالمطلوب من جماعة البغدادي أن يرفعوا أيديهم ووصايتهم عن الأمة .. عن الإسلام والمسلمين .. عن الجهاد والمجاهدين .. وأن يدخلوا في سلم الإسلام وأمنه، وطاعته من جديد .. وأن يصطلحوا مع الأمة .. ويعتذروا لها عما سببوه لها من أذى وضرر .. وأن ينصفوا من له حق عليهم .. ويعيدوا الحقوق لأصحابها .. ولو فعلوا ذلك .. يكونون قد وفّقوا لخير كثير .. وما أظنهم ــ بخاصة القيادة المتنفعين منهم ــ بفاعلين ..!

س8: لماذا انت تارك لثغر الشام .. ما هو عذرك الشرعي .. لماذا لا تلتقي مع قادة ميدانيين منهم على الارض أي في الشام او العراق .. هل تكلمت مع اهالي الولايات التي تحكمها الدولة الاسلامية ورأيت ردودهم .. ولماذا .. ولماذا ..؟؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذه أسئلة تتكرر أكثر من مرة، ومن أكثر من سائل .. ويردده من لا حجة له في رد الحق، والجدال عن باطل جماعة الدولة .. ولهؤلاء أقول: لو سألنا أحدكم عن اسمه الصحيح .. لصاح .. وعلا نكيره وصوته علينا .. كيف نتدخل فيما لا يعنينا .. ونطالبه بالكشف عن اسمه .. فهذا يتعارض مع ما ينبغي له من الاحتراز والأمنيات .. إلى آخر قائمة الإنكار والاعتراض المعروفة .. فهو يريد أن يبقى مجهول الاسم والعين .. لينفد من أي ضريبة على كلماته وأفعاله .. بينما في المقابل يُطالب الآخرين بأن يطلعوه على دقائق وتفاصيل حياتهم وأعمالهم .. وتحركاتهم!

كيف يليق بكم ــ وأنتم تستكثرون علينا وعلى الأمة ــ أن تذكروا مجرد أسماءكم .. ثم تطالبونني بأن أطلعكم عن خطتي اليومية، وعلى وجه التفصيل والتدقيق .. ماذا أفعل .. وماذا لا أفعل .. وأين أذهب وأحط .. ومع من ألتقي أو لا ألتقي .. ولماذا .. ولماذا .. إلا آخر قائمة الطلبات الشخصية التي لا حدود لفضول أصحابها .. وكأنني في غرفة تحقيق واستجواب ..؟!

لأصحاب هذه الأسئلة حق فيما يسألونني عنه .. في حالة واحدة .. لو كنت موظفاً عندهم .. أعمل عندهم ولهم .. وأنا لا أعمل إلا لله.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إذا لم تستح فاصنع ما شئت “. وقال صلى الله عليه وسلم:” من حُسن إسلامِ المرء تركه ما لا يعنيه “.

مرة ثانية أقول: لمن يطالبنا بالجلوس مع جماعة البغدادي وقادتهم ومناصحتهم عن قرب .. كنت أتمنى من صميم قلبي أن تكون جماعة الدولة من التحضر والانصاف ما يمكننا من الجلوس معها، ومناصحتها عن قرب .. وما يحملها على حسن الاصغاء .. ولكن وللأسف الشديد .. كل من خالف ويخالف البغدادي وجماعته .. مهما كان ناصحاً، وكان من ذوي السبق والعلم والجهاد .. فليس له عند جماعة الدولة سوى القتل والاغتيال .. ومن لم تستطع أن تصل إليه إلا من خلال عملية انتحارية تفجيرية فلن تتردد من فعل ذلك .. وعلى مبدأ إما معنا، وإما علينا!

المجاهدون في الشام .. وكذلك في العراق .. كانوا من قبل وجوههم في اتجاه واحد؛ نحو الطاغوت الظالم ونظامه الطائفي الفاسد .. وبعد أن وجدت جماعة البغدادي .. وتسللت الصفوف .. تعقد المشهد .. وتعسرت الحركة .. فأصبح المجاهدون وهم يمضون نحو قتال الطاغوت وعسكره .. يكثرون من الالتفات نحو الجهات الأربع .. هل سيأتيهم الغدر من قبل جماعة البغدادي أم لا …. فأربعوا على أنفسكم، وقولوا خيراً، وعايشوا الواقع، وكونوا واقعيين فيما تسألون وتطالبون!

 

س9: ما حكمك بالجيش الحر بعدما تحالف مع أكراد pkk ومعهم نساء سافرات واعلانهم جهاد ضد الدولة الإسلامية؟!

الجواب: الحمد لله رب العالمين. كان ينقصك أن تضيف فتقول ــ مع الجيش الحر ــ مجاهدي الشام بجميع كتائبهم وفصائلهم..!!

بمثل هذا التعميم الخاطئ والظالم سفكت جماعة البغدادي الدم الحرام، وبغت واعتدت، وكفرت الناس، وحكمت عليهم بالردة ..فإذا أخطأ فصيل لا تتعدى عناصره بضعة أفراد، أو بضعة عشرات .. قالوا: أخطأ الجيش الحر .. كل الجيش الحر .. وجيش الحر .. إلى الأمس القريب .. كان يعتبر اسماً ورمزاً ــ في نظر الشعب السوري ــ لكل من يحمل السلاح ضد النظام النصيري .. بما فيهم الجماعات الإسلامية!

منذ الأيام الأولى التي حطت أرجلهم أرض وثرى الشام .. كان شغلهم الشاغل .. تكفير الجيش الحر .. حتى أصبح كفر هذا الجيش وردته من المسلمات التي لا تقبل النقاش عند أفرادهم ..!

ولم يكتفوا ويتوقفوا عند تكفير الجيش الحر وحسب .. بل حملهم جهلهم وغلوهم وحقدهم .. على الخوض فيمن يوالي ويتعامل مع الجيش الحر .. ويجالس الجيش الحر .. فأطلقوا عليه أيضاً حكم الكفر والردة .. بحجة “ومن يتولهم منكم فإنه منهم “، وبإطلاقهم هذا حكموا على المجتمع السوري السني كله بالكفر والردة ..!

وعلى العموم من أخطأ، من أي فصيل أو توجه كان لا نتردد في أن نقول له أخطأت .. والصواب كذا .. والطريق من هنا، وليس من هناك .. فالمنكر يُنكَر أيا كان صاحبه .. وما كنا يوماً من الأيام ــ بفضل الله تعالى ــ ظهيراً وعوناً للمجرمين!

وللعلم ــ لمن لا يعلم ــ فإن مؤسس الجيش الحر الأخ المجاهد ” رياض الأسعد “، قد رفض التدخل الأمريكي، والتحالف الدولي، والتعاون معه ضد جماعة الدولة … فالعدل العدل، والإنصاف الإنصاف، يا قوم!

 

 

 

س10: ما ردك على قائد أحرار الشام الجديد وإعلانه الحرب ضد الدولة الاسلامية، بدل إعلان القتال ضد حزب الله وغيره؟ 

الجواب: الحمد لله رب العالمين. أما أنه من حق مجاهدي الشام، والعراق أن يردوا عن أنفسهم، وحرماتهم، ومقراتهم بغي وعدوان جماعة الدولة فهذا حق لا مرية فيه .. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” من قُتِل دون دينه .. دون عِرضه .. دون مالِه .. دون مظلمته .. فهو شهيد “، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك

أما قولك:” بدل اعلان القتال ضد حزب الله وغيره “، كيف عرفت أنه لم يعلن الحرب ضد حزب اللات وغيره .. ومجاهدو الشام منذ الأيام الأولى من الثورة الشامية ــ وعلى رأسهم أبطال ومجاهدي أحرار الشام ــ يقاتلون على أرض الشام النظام النصيري وعسكره، وإيران وأذرعها الرافضية الحاقدة؛ حزب اللات في لبنان، وحزب أبو الفضل الرافضي العراقي، وغيرهما …!

 

س11: ما ردك على أفعال الاخوة في الدولة الإسلامية ( فرض الحجاب الشرعي وإقامة المحاكم الشرعية .. وفتح ديوان الزكاة وإقامة الحدود الشرعيّة على المجرمين وغيرهم، وهدم المساجد التي فيها قبور في ولاية نينوى …………؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لم نعاين أفعالهم عن قرب في الموطن الذي ذكرت .. وما ظهر منها وعلمه القاصي والداني .. يتسم بالجهل، والتسرع، والتشدد .. والعنف .. الرفق بالنسبة لهم من المفردات الغريبة .. سُبّة وخنوثة فكرية .. يحظى بالتهكم، والاستخفاف ..!

وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”إن الله رفيق يحب الرفق، ويجازي عليه ما لا يجازي على العنف والشدة.

وقال صلى الله عليه وسلم: ”فإنّ الرِّفقَ لم يكن في شيء قطُّ إلا زانه، ولا نُزع من شيء قطُّ إلا شانَه“ [صحيح سنن أبي داود: 8742].

وفيما يتعلق بهدم المساجد على ما فيها من قبور، وبخاصة مسجد النبي يونس عليه السلام في نينوى .. قد كتبنا مقالة بعنوان “الخوارج ومساجد المسلمين وقبورهم”، ففيه جواب مفصل عما سألت عنه، فراجعه إن شئت.

 

 

 

س12: ما رأي فضيلتكم بانضمام دول عربية إسلامية للحلف الصليبي لضرب إخواننا المجاهدين في العراق؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. قد تقدم الجواب عن نحو هذا السؤال .. وأزيد هنا فأقول: من دخل في حلف أمريكا على نية وقصد محاربة الإسلام والمسلمين .. والجهاد والمجاهدين .. سواء في العراق أم في الشام ..أم في غيرها من المناطق .. هم في الوزر سواء .. الكافرون والمنافقون بعضهم أولياء بعض ..!

لكن لنكن صرحاء أكثر: الكل يتكلم الآن عن التحالف الدولي المزمع لمحاربة ما يسمونه إرهاباً .. تحت زعم ضرب ومحاربة جماعة الدولة .. ويتساءلون عن حكم من يتعاون ويتواطأ مع هذا التحالف على أهدافه .. بعيداً عن النظر إلى الأسباب التي أعانت وساعدت على تشكيل هذا التحالف فيما بين دول العالم الكافر والمنافق على بلاد المسلمين ..!

الكل يخوض في تصنيف العباد .. وتكفير من يتعاون، أو يفكر في أن يتعاون مع هذا التحالف الدولي .. بعيداً عمن كان سبباً فيه .. وساعده على التشكيل .. وسهّل مهمته .. ولا يزال يساعده؟!

أليست جماعة الدولة .. بسفاهتها ورعونتها .. وأعمالها الخاطئة .. وعمالة وخيانة بعضهم .. من ساعد على تشكيل هذا التحالف الدولي .. وزعَّر دول العالَم كله على بلاد المسلمين..!

أليست جماعة الدولة .. بسفاهتها ورعونتها .. وأعمالها الخاطئة .. هي التي أعطت المبرر الأخلاقي والسياسي .. لهذا التحالف الدولي .. وجمعت أطراف الأرض على ما بينها من تناقض وتنافر وتباعد واختلاف .. على بلاد المسلمين؟!

قلنا، وقال غيرنا: أننا نرفض هذا التحالف الدولي .. ونحرّم ونجرم مشاركته أو التعاون معه فيما ينونه نحو الأمة وأبنائها .. ولكن أين هم الذين يُسائلون ويحاسبون من كان السبب في ذلك كله .. ومن ساعد ولا يزال يساعد هذا التحالف على أهدافه الخبيثة ..؟!

إلى متى سنظل نتعامل مع النتائج بعيداً عن النظر إلى الأسباب .. حتى باتت هذه النتائج تتكرر مراراً .. وفي أكثر من مصر .. وعصر؟!

مثلنا في ذلك مثل من يقدم أسيراً ضعيفاً، مكبّلاً بالسلاسل .. إلى أسد جائع متوحش ..ليفترسه .. ولما افترسه .. عكفنا أشهراً على لعن الأسد المتوحش لسوء صنيعه بالأسير الضعيف .. بينما لم نسائل ولم نحاسب مرة .. ولم نوجه عبارة لوم واحدة .. لذاك السفيه الشقي الخائن الذي قدّم هذا الأسير الضعيف إلى ذلك الأسد المتوحش ليعمل عمله فيه ..!

نلعن الظلم والظلام .. وبعضنا سبب فيهما ..؟!

نلعن تسلط الكفار والمنافقين على البلاد والعباد .. وبعضنا سبب فيه؟!

نلعن قاتلي الأطفال والنساء والشيوخ .. وبعضنا سبب فيه .. وجالب له!

نلعن الاستعمار .. ونعكف على سبه دهراً .. وسفهاؤنا سبب فيه .. وأعوان له من حيث يدرون، أو لا يدرون..!

إلى متى ىسيستمر هذا الحال؛ أن تبقى أمتنا صيداً سهلاً لكل شباكٍ يُفرش لها …؟!

إلى متى سنظل ــ بسفاهة بعضنا ــ نسهّل على العدو مهمته في بلاد المسلمين ..؟!

إلى متى ..إلى متى؟!

اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون …..!

 

س13: ما تقييمكم شيخنا للحركة الجهادية في العراق والشام، هل قطعت أشواطاً الى الأمام، أم أنها تهرول الى الخلف …؟

نصيحة توجهونها للمجاهدين خاصة والمسلمين عامة في تلك الساحتين .. بارك الله لكم بعلمكم؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا سؤال كبير .. كثير من الأخطاء القديمة؛ كنا نود أن نتفادها، تتكرر وللأسف من جديد في كل عمل جهادي جديد .. وبخاصة في شامنا الحبيب .. عملنا على أن نذبّ عن الجهاد في العراق والشام ضرر مذهبي الإفراط والتفريط .. مذهبي الغلو والجفاء .. إلا أننا في كثير من المحطات قد غُلبنا على ما نريد .. لكن لن نيأس بإذن الله .. فما علينا إلا الاستمرار في البيان والنصح والبلاغ ــ هذه وظيفتنا التي تعبدنا الله بها ــ وعلى الله تعالى الأجر والتوفيق والهداية.

الحركات الجهادية الجادة .. هي بمثابة صمام الأمان للأمة .. إذا انحرفت .. ضاعت بانحرافها حقوق الأمة ومصالحها .. وإن استقامت .. استقامت معها حقوق الأمة، وكانت حقوقها مصانة وفي أمان. وحتى تبقى الحركة الجهادية في منعة، وحصانة، ولكي يستمر عطاؤها .. لا بد من الانتباه إلى جملة من الأمور:

منها: لا بد للحركة الجهادية من أن تحرص جداً على أن تصطلح مع الله تعالى، ومع الناس .. ولا يكون اصطلاحها مع الناس على حساب اصطلاحها مع الله .. ومن أهم الناس الذي ينبغي الاصطلاح معهم والتواضع لهم هم العلماء العاملين .. إذ لا يمكن لحركة .. ولا لدولة .. ولا لمجتمع النهوض والفلاح.. وهم يناصبون العلماء العداء، والله تعالى في محكم تنزيله يأمرهم بالعودة إلى العلماء .. وبطاعة العلماء .. وسؤال العلماء .. وبالتواضع للعلماء واحترامهم!

ومنها: أن تملك الجرأة على أن تجري ــ بين الفينة والأخرى ــ عملية مراجعة وتقييم وجلد للنفس .. لتكتشف مواطن الخلل فتجتنبها.. ومواطن الصواب فتنميه وتطوره.

ومنها: أن تحرص جداً على اجتناب مذهبي الإفراط والتفريط .. وأن تراقب نفسها .. وأفرادها .. أين هي من هذين المنهجين الخبيثين .. وترى أين هي من المنهج الحق الوسط ــ صراط الله المستقيم ــ من غير إفراط ولا تفريط.

وإني أكثر ما أخاف على الحركة الجهادية من انتهاجها طريق الغلو .. والغدر .. والاستخفاف بالغدر .. وبالعهود والأمان ..فشبهة الغدر في ديننا غدر .. وشبهة العهد والأمان، عهد وأمان .. والنبي صلى الله عليه وسلم قال:” ما ختَرَ ــ أي ما نقضَ ــ قوم العهدَ، إلا سلّط الله عليهم العدو “.

ومنها: لا بد للحركة الجهادية من أن تطور نفسها؛ فتكون على قدر كافٍ من الإلمام بالسياسة الشرعية .. لتعرف ماذا تقدم وماذا تؤخر .. ومن تعادي ومن تعتزل وتسالم .. وتراجح بين المصالح والمفاسد .. فليس كل شيء ينتزع بالقوة .. أو يُستحسن فيه الاحتكام إلى القوة، والسلاح!

وكنت من قبل قد كتبت عدة أبحاث توجيهية للحركة الجهادية بعامة، وفي العراق بخاصة .. ككتابنا ” الجهاد والسياسة الشرعية مناصحة ومكاشفة للحركات الجهادية المعاصرة “، فراجعوه إن شئتم ..كذلك كتابنا الأخير ” الأحكام السلطانية والسياسة الشرعية “، فلا تزهدوا به، كزهدكم بصاحبه .. ففيه خير!

 

 س14:  ما موقفكم من التيارات الاخرى التي تأخذ بالعذر بالجهل فلا تكفر الحكام.. هل يصح رميهم بالإرجاء، هل ترون أنهم علماء سوء أم مجتهدين أصابوا أو أخطأوا؟

الجوابالحمد لله رب العالمين. يُنظر إلى أصحاب ومشايخ هذه التيارات فمن صلحت منهم أصوله وعقيدته، وصلحت سيرته .. ثم أخطأ في نازلة .. أو في حكم على حاكم معين .. فهذا يُحسن به الظن، ويُتوسع له في التأويل ما أمكن، ويُقال أخطأ وأصابأما إن كانت أصوله أصول أهل الإرجاء والتجهم، وكان سيء السمعة والسيرة، وعُرِفَ بالتزلف والتقرب من طواغيت الحكم والظلم .. ثم رأيناه يتوقف عن تكفير أشد الطغاة جرماً وكفراً .. ويجادل عنهم .. فهذا نتهمه، ونرميه بالإرجاء، وبما هو أكثر من ذلك

 

س15:  السؤال قريب من الاول في سوريا بعض الجماعات تدعم من بعض الحكومات العربية .. لما حصل قتال بين هذه الجماعات والدولة الاسلامية حكمت عليهم بالردة .. لأنهم استعانوا بالكفار (الحكومات) على الدولة الاسلامية .. هل هذا الحكم صحيح .. وما أوجه الخطأ فيه إن كان غير صحيح؟ 

الجوابالحمد لله رب العالمين. هذا من خطأ وغلو جماعة الدولة .. إذ ليس كل من أخذ مساعدات من أي طرف، وقاتل بها خوارج الدولة يكون كافراً .. أو يكون حتى مخطئاً .. لأن هذا الأمر متشابه لا بد من النظر فيه إلى القصد والنية!

فإن كان قد أخذ هذه المساعدات .. ليحارب بها الإسلام .. تحت زعم محاربة خوارج الدولة .. نعم؛ هذا كفر.

كذلك لو أخذ هذه المساعدات ليحارب بها المسلمين، لكونهم مسلمين، ولتكون الغلبة للكافرين على المسلمين .. نعم؛ أيضاً هذا كفر .. وعلى هاتين الحالتين تُحمل نصوص كفر من دخل في موالاة ومظاهرة المشركين على الإسلام والمسلمين.

أما من أخذ هذه المساعدات .. ليدفع عن دينه، ونفسه، وحرماته، وأهله .. شر وأذى الخوارج .. ونحوهم من قطاع الطريق .. أو شر وأذى الطاغوت النصيري، وحلفائه من الروافض الأشرار .. ومن غير شرط فاسد، يتعارض مع ديننا وشرعنا.. فهذا لا حرج عليه .. ولا يُقال له أخطأت، فضلاً عن أن يُقال له كفرتَ .. وبخاصة عند الضرورة، ووجود الحاجة الماسة .. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قبل الهدية من مشرك ..واستعان في حربه بسلاح مشرك .. كما استعان في هجرته ــ التي يترتب عليها مصير الإسلام والمسلمين إلى يوم القيامة ــ بمشرك .. وعليها يُقاس كل عطاء غير مشروط بشرط فاسد.

 

س16:  جماعة التوحيد والجهاد في العراق في أيام الاحتلال قتلت صحفيين أجانب ولم نسمع حينها إنكارا من علماء التيار فلماذا ينكرون على الدولة الاسلامية الان؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. من جهتي إن كنت تعنيني ــ بفضل الله تعالى ومنته وتوفيقه ــ فقد أنكرت .. وحذرت .. ونبهت .. وصنفت في ذلك أبحاثاً ومقالات .. أما عن غيري، فلا أحب أن أتكلم بالنيابة عنهم .. لكن جيد أن عاد بعضهم ليقول بقولي!

 

س17:  الاهتمام اليوم على أشد ما يكون بالجهاد الشامي .. ولم يكن الاهتمام بالجهاد العراقي قبل سنوات يصل الى هذه الدرجة فما السبب؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. الجهاد العراقي .. وغيره من المواطن كله عزيز علينا وهام .. أما الجهاد الشامي .. فله خاصية تميزه عن غيره .. بحكم النصوص الشرعية التي أشارت إلى فضل الجهاد والرباط في الشام .. وبحكم الأحداث الهامة المتوقعة والمترتبة على الجهاد الشامي .. كل هذا أعطى خاصيّة معينة للثورة الشامية، والجهاد الشامي، والله تعالى أعلم.

 

س18:  معلوم أن الخوارج يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان وهذا لا ينطبق على الدولة .. ألا ترى أن نعتهم بالخوارج مبالغ فيه؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. فيما يخص هذه الصفة من صفات الخوارج .. وهل تنطبق على جماعة الدولة أم لا .. لك فقط أن تجيب بصدق وتجرد عن هذا السؤال: كم تضرر المسلمون السنة .. ومعهم المجاهدين في الشام .. وكذلك في العراق .. من جماعة الدولة .. وكم تضرر النظام النصيري، وكذلك نظام المالكي الرافضي، وحليفته إيران .. من سلوكيات وأعمال جماعة الدولة … لوجدت أن المتضرر الأكبر بهم .. هم المسلمون السنة .. هم مجاهدو وثوار أهل السنة في كلا البلدين!

اسأل نفسك هذا السؤال: كم مسلم سني تهجّر بسببهم من بيته وأرضه .. وكم نصيري أو شيعي رافضي .. تهجر بسببهم من بيته وأرضه .. فستجد أن المسلمين السنة أضعاف أضعاف الآخرين … هذا إذا وجد من الآخرين مهجرين بسببهم أصلاً!!

أرجو أن يكون الجواب قد وصلك …!

 

س19:  لماذا برأيك يتسم خطاب مشايخ التيار بالتشدد في كل مسألة .. يعني أمور خلافية بين أهل العلم والخلاف فيها واسع مع ذلك نجد مشايخ التيار يأخذون بالأشد فالأشد .. ما السبب ؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا خطأ .. هذا مرده للجهل .. فما خُير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً وحراماً .. فليسر، والتيسير عنصر هام من عناصر الترجيح عند تساوي قوة الأدلة في أي مسألة من المسائل.

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في جميع أموره يجنح إلى الرفق .. وقد هدانا إلى الرفق .. وزينه وحببه إلينا في جميع أمور حياتنا الدينية والدنيوية .. وقد خاب وخسر من تنكب توجيهات وتعليمات الحبيب صلى الله عليه وسلم.

 

س20:  هل يمكن أن تبين لنا صفة أو شروط الواجب توفرها في أهل الحل والعقد الذين تنعقد بهم بيعة الإمام؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هم الذين تتحقق بهم وحدة الصف واجتماع الكلمة، وتحقيق المنعة والشوكة على مستوى الأمة … قل عددهم أم كثر .. وما سوى ذلك، فلا.

 

س21:  ما هو تقييمكم لعدم تأييد أهل السبق والأثر، وقادة المجاهدين لمشروع جماعة الدولة ومن ثم إعلانهم خلافة دون مشورة …..؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لأن جماعة الدولة قد تجاهلت الشورى اللازمة، والملزمة .. وأعرضت عنها .. وأتت البيوت من غير أبوابها .. وفي الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:” من بايع رجلاً على غير مشورة من المسلمين، فلا يُتابع هو ولا الذي بايعه؛ تَغِرَّة أن يُقتلا ” متفق عليه أي خشية أن يُقتلا.

وقال رضي الله عنه:” الإمارة مشورة “؛ أي تثبت وتقوم الإمارة بالشورى والمشورة.

كما أنها ــ أي جماعة الدولة ــ نهجت مع الناس، ومخالفيها .. نهج العنف، والغلو، والتكفير بغير وجه حق .. هذا الذي حمل الشيوخ وغيرهم على عدم تأييد جماعة البغدادي .. والإعراض عنها.

 

س22:  لعلك رأيت شيخنا الكريم مؤخراً ظهور مشايخ مجهولين بأسماء رنانة لا نعلم لهم سيرة ولا علم ويفتون ويتكلمون بأمور لو عُرضت على عمر لجمع لها أهل بدر رضي الله عنهم .. خاصة بالتكفير والدماء والاموال واستباحتها، فما هو العلاج الناجع للجم هؤلاء خصوصا وان المجاهيل من أهل الميل والعطف والتعصب يستدلون بأدلة هؤلاء من يسمون مشايخ؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذه مشكلة يعاني منها العمل الإسلامي بعامة، والجهادي منه بخاصة .. ولمنبر التوحيد والجهاد قسطاً من المسؤولية عن هذه الظاهرة وللأسف!

الجرأة على الفتوى ــ وبخاصة فيما يتعلق بالتكفير، والدماء المعصومة والحقوق والحرمات ــ هو جرأة على الله .. وجرأة في التوقيع عنه سبحانه وتعالى بغير علم .. وجرأة على النار .. يفعل ذلك من يهون عليه دينه .. وتراه يحب الظهور والشهرة .. ويسعى لهما سعيهما من أقصر الطرق، وأسرعها؛ وهو الجرأة على الفتاوى الشاذة، والتي تتسم بالمزاودة ورفع الصوت، وبغير علم، وعلى مبدأ خالف تُعرَف!

والعاصم من هذه الظاهرة المرضية يكون بالاعتصام بالكتاب والسنة، وما كان عليه الصحابة والسلف الصالح.. والرجوع إلى العلماء الثقاة العاملين، المعروفين، والمجرّبين .. الذين يدلون الناس على الكتاب والسنة .. والذين عُرفوا بمنهجهم الوسطي، من غير جنوح إلى إفراط أو تفريط.

هذا دين، وهو أعز ما عند الإنسان .. فلا ينبغي للمرء أن يقلده المجاهيل .. وكل من هب ودب .. وتجرأ على الفتوى والخوض في الدماء بغير علم.

 

س23:  ما هو تقييمك وما هي نصيحتك لإدارة واعضاء شبكة حنين؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. أعترف أنني قليل الترداد على الشبكة .. لكن هذا الحوار .. قد أتاح لي فرصة التعرف عليها وعلى بعض جهودها الطيبة ومنهج القائمين عليها .. فشكر الله للأخوة القائمين عليها، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير جزاء.

وإن كان لي توجيه ونصيحة فأقول: ينبغي للأخوة المشرفين القائمين على هذه الشبكة أن يحافظوا على المنهج الوسط، من غير جنوح إلى غلو أو جفاء، وعلى رقي الكلمة والخطاب، بعيداً عن الفحش والفجور، والزور في القول .. وبين حرية الكلمة والتعبير .. إذ كلاهما مهم لنجاح الشبكة .. ونجاح رسالتها .. لكن حذار أن تتهاون مع الكلمة الخبيثة الضالة، الظالمة، الفاجرة البذيئة .. تحت عنوان حرية التعبير .. فحينئذ يكون الجميع شركاء في الوزر والإثم .. فالدال على الخير كفاعله، كذلك الدال على الشر .. وإني لأزعم أن الأخوة ــ حفظهم الله ــ متنبهين لهذا الأمر .. وإنما هي كلمات للتذكير .. وبخاصة أن كثيراً من المنتديات الحوارية التي تشهدها الشبكة العنكبوتية لا تنتبه لهذا الجانب .. فهي حريصة على الكم، وتجميع أكبر قدر من الأفراد في منتدياتها أكثر من حرصها على تميز والتزام ونظافة وطهر منتدياتها … هدى الله الجميع لما يحب ويرضى.

 

 

س24:  هل رجال الدولة الإسلامية كفار؟ وهل يجوز ان نقول عنهم خوارج؟ وما حكم من كفر مسلماً دون دليل؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. أما أنهم خوارج، فنعم .. وقد تقدم البيان حول ذلك .. وأما أنهم كفار، فلا .. لا نقول بذلك، إلا من ثبت بحقه وعينه ما يستوجب التكفير ..

وفي كفر الخوارج من حيث الأثر، وأقوال السلف .. قولان: قول يفيد تكفيرهم كطائفة .. وقول يفيد عدم تكفيرهم كطائفة، مع القول بضلالهم، وانحرافهم، وخطورة بدعتهم، وضرورة قتالهم لو بدأوا القتال .. وهو القول الذي نميل إليه، والله تعالى أعلم.

أما من يكفّر مسلماً من غير دليل .. فهذا على خطر عظيم، وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” إذا كفَّر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما “مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم:” أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه “مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم:” من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه “مسلم. وقوله ” حار عليه “، أي عاد ورجع عليه قوله في أخيه!

وقال صلى الله عليه وسلم:” أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافر” متفق عليه.

وفي رواية:” ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها: إن كان كافراً وإلا كفر بتكفيره “.

وقال صلى الله عليه وسلم:” من رمى مؤمناً بكفرٍ فهو كقتله ” متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم:” إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فهو كقتله “[صحيح الترغيب:2777]. فهو كقتله لما يترتب عليه من تبعات خطيرة، وانتهاك للحرمات .. عافانا الله وإياكم من الغلو في التكفير، أو أن نكفر أحداً بغير وجه حق.

س25:  ما حكم الأركان والجيش الحر في سوريا وهم يدعون لإقامة دولة علمانية تعزل الدين الإسلامي عن الحياة، وهذا بعد بلوغهم الحجة بحرمة هذا الفعل المخرج من دائرة الإسلام ولم يتراجعوا عن قراراتهم في السعي لإقامة هذه الدولة العلمانية الطاغوتية الكفرية؟؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. مرة ثانية توصّف وتحكم .. ثم تسأل!

سؤالك ينم عن سوء ظنّ بالمسلمين .. وعدم دراية بالواقع .. وأنك ترتدي نظارات سوداء .. تريك الشبهات والمحتملات والحسنات كفراً.

مشكلتك، ومن كان مثلك، وعلى طريقتك .. أنهم لا يحسنون توصيف واقع المسألة أو المسائل .. فيضخمون الأشياء أكثر من واقعها وحقيقتها ــ وأحيانا يكون ذلك عن عمد ــ يرتدون نظارات سميكة سوداء .. تُريهم الأشياء على غير حقيقتها .. تريهم الصغائر كبائر .. والكبائر كفراً .. والمتشابهات .. وربما الحسنات كفراً .. فيظلمون ويُظلمون!

كثيراً ما كانت تردني الأسئلة على الوصف التالي:” ما قولك في هذا الشخص العلماني، المحارب لله ولرسوله، وللمؤمنين .. الذي يريد فصل الدين عن الحياة والدولة .. ووو ..؟!

لا شكّ لو صح التوصيف فالحكم هو الكفر .. ولكن بشيء من التدقيق والمراجعة .. يتبين أن هذا الشخص المعني من السؤال .. هو من المجاهدين المحبين لله ولرسوله وللمؤمنين .. وما حمل السائل على توصيفه الظالم سوى غلوه، وعصبيته لجماعته وحزبه التي قد تكون لها بعض المشاكل مع هذا الشخص .. أو الجماعة!

فإذا عُلِم ذلك أقول: لا يوجد في الساحة وعلى الأرض .. لا من الجيش الحر ولا من غيره .. من يعلنها علانية أنهم يريدون ” إقامة دولة علمانية تعزل الدين الإسلامي عن الحياة .. وأنهم يسعون لإقامة دولة علمانية طاغوتية كفرية ..”!

وإن كان في الخارج نفر أو بضع أنفار ليس لهم أي رصيد حقيقي في الداخل يصرح نحو هذا التصريح .. فهذا لا يمثل إلا نفسه .. وتصريحه مردود على نفسه ونحره .. ولكن لا يخولنا أن نحمّل كلامه .. من لا يعنيهم كلامه .. ولا يمثلهم .. ومن ثم نعمم الأحكام والاطلاقات على الجماعات والشعوب المسلمة .. وفي الحديث:” كفى بالمرء إثماً أن يهجو قبيلة بأكملها “؟!

حتى هؤلاء الذين هم في الخارج، الذين قد يصرحون بعض التصريحات عبر وسائل الإعلام .. لا يرتضيها الثوار والمجاهدون في الداخل .. عندما كنا نراجعهم ونسألهم .. فكانوا يقولون لنا: أردنا من كلماتنا أن نخذل عن الشام .. وأهل الشام .. ومجاهدي الشام بعض الشر الذي تكالب عليهم .. فنرجو أن نجد عندكم عذراً، وحسن تأويل .. وهؤلاء لا يجوز تكفيرهم، ومؤاخذتهم بكل ما ينطقون، ويهرفون ..!

لا أريدك .. أن تأتيني ببعض القصاصات من عالم وساحات الانترنت .. تقول كذا وكذا .. فهذه لا تعني شيئا .. ولا تغني عن الواقع، ومن الحق شيئاً .. وليس بمثلها تثبت الحجج وتقوم .. وتصدر الأحكام .. وبخاصة عندما تريد أن تستشرف التكفير، والحكم على الآخرين .. والجماعات .. وأنت الذي أراه يكرر حديثه عن قيام الحجة على الآخرين والمخالفين!

لا تعلْمنوا الناس بالقوة والإكراه .. كما صحونتموهم من قبل بالقوة والإكراه .. وهم في حقيقتهم لا يعرفون ما معنى العلمانية .. ولا ما معنى الصحوات ..!!

أراكم قضاة وسيافين على رقاب الناس .. والشعوب والمجتمعات .. توزعون أحكام التكفير، والتقتيل بالجملة على الناس .. بينما جهودكم في مجال الدعوة والتربية والتعليم، وتأليف قلوب الناس على الدين، والحق والخير .. ضعيفة جداً بل ومعدومة!

البعض يحرص على تنفير وإخراج .. جماعات .. وشعوب من الإسلام .. ومن دون أن يرتد لهم طرف عين .. وأحدهم لا يسأل نفسه: كم امرئٍ أدخله الإسلام .. كم امرئٍ آلف قلبه على الإسلام .. وحببه بالإسلام … وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا ..”.

أهل الشام حكمَهم الطاغوت النصيري بالكفر والظلم والكبت والاستبداد، وسياسة التجهيل أكثر من خمسين سنة .. ولمّا يجدوا بعد متنفساً ومخرجاً مما هم فيه من ضيق وكرب .. وقبل أن تدعوهم وتعلموهم .. وترفقوا بضعفائهم وجهالهم .. باشرتموهم أحكام التصنيف، والتكفير، والتقتيل، والتفجير ..!!

اعلم أنه عندما يوجد علماني صريح العداء لله ولرسوله وللمؤمنين .. يعمل ليفصل الإسلام عن الدولة والحياة .. لن تسبقنا إلى معاداته وتعريته .. والتحذير منه .. ولما ظهر العلماني ” برهان غليون “، تصدره بعض وسائل الإعلام، في أوائل الثورة الشامية .. يتكلم عن الثورة والثوار .. كان أول من تصدى لهذا الرجل .. ولخطره .. وبيان حاله .. العبد الفقير .. وبيّنا أنه في الأرض، والساحة لا يعني ولا يمثل شيئاً .. ولكن أصحاب النظارات السوداء .. من الغلاة الظالمين .. جعلوا المجاهدين والثوار .. والجيش الحر كله وقتئذٍ .. برهان غليون .. وحملوا الثوار والمجاهدين تبعات كل كلمة كان يقولها .. ليحلو لهم فيما بعد التكفير .. والتقتيل .. والتفجير في الأسواق، وبين العامة .. ثم بعد ذلك يقولون لك: قال غليون ..!

وإنها لمناسبة أن أقول للجميع: لا يكفي أن نراهن على قوة الحق الذي عندنا .. من دون أن نحيط هذا الحق بسياج من الأخلاق الحميدة العظيمة، والمعاملة الحسنة، التي ترغب الناس بهذا الدين .. قال تعالى:[ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ]آل عمران:159.

فإن لم ننتبه لهذا البعد .. وظللنا نراهن على الحق الذي عندنا .. غير آبهين بحسن الأخلاق … حينئذٍ قد نفتن الناس عن دينهم .. وننفرهم عنا، وعن الحق الذي عندنا .. ويختارون ــ وهم كارهون ــ غليون .. ومن كان على شاكلة غليون .. ولا نلومنّ حينئذٍ إلا أنفسنا!

إذا ظللنا نتعامل مع الناس على طريقة خوارج جماعة الدولة الأجلاف .. سنخسر البلاد والعباد معاً .. وقد يستبدلنا الله بقومٍ آخرين .. ولا نلومنّ حينئذٍ إلا أنفسنا!

أرجو أن يكون الجواب قد وصلك ….!

س26:  فيما يخص قاعدة من لم يكفر الكافر، وهذا بعد بلوغه الحجة على كفر من وقع في الكفر وإقامة الحجة عليه فهل يكفر هذا المتوقف في كفر من ثبت كفره وخروجه من دائرة الإسلام أم يتوقف في الحكم عليه بعد بلوغه الحجة قطعية الدلالة؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا فرق بين قولك ” وإقامة الحجة عليه “، وقولك ” بلوغه الحجة قطعية الدلالة “، فالحجة التي تقوم على المخالف، والتي تُزيل عنه عنصر الجهل فيما قد خالف فيه ــ وبخاصة في مسائل الأصول والإيمان ــ لا بد من أن تكون قطعية الدلالة ..!

لكن أصارحك، أصبحت أخاف من ذوي النظارات السوداء، لذا أجدني متحرزاً محتاطا ما أمكن، عندما أتكلم مع هذا الفريق من الناس .. فأقول هنا قبل الحديث عن قيام الحجة .. لإعمال هذه القاعدة ـ من لم يكفر الكافر، يكفر ـ على الواقعين فيها .. نشير إلى أن المراد من القاعدة: من لا يكفر الكافر ذي الكفر البواح الذي لنا فيه برهان من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع علمه بكفره .. هذا الذي يكفر، وتُحمَل عليه القاعدة .. أما من لم يكفر الكافر ذي الكفر المتشابه حمال أوجه ومعانٍ وتفاسير .. فهذا لا عليه شيء .. بل قد يكون من الحكمة والسلامة أن يتوقف عن التكفير في مثل هذه الحالات وبخاصة إن لم يكن متضلعا بقواعد التكفير، والله تعالى أعلم.

س27:  ما حكم الطائفة النصيرية هل هم كفار أصليون لم يدخلوا الإسلام قط ولم يثبت عندهم أصل الإسلام وهو النطق بالشهادتين، أم هم مرتدون عن الإسلام، مع التفصيل من فضلك؟؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. الراجح عندي أنهم زنادقة يُظهرون المعنيين معاً، يُظهرون الإسلام عند الحاجة والضرورة، وإذا ما طُلِب منهم، ويُظهرون الكفر والإلحاد، والجحود من جهة أخرى .. عندما يأمنون وفي مجالسهم الخاصة والعامة .. وأحيانا يُظهرون معنى أكثر من الآخر بحسب الأجواء، والظروف، والقوة!

 

 

س28:  هل عطل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه حدود الله سبحانه وتعالى أم الناقة سرقت من غير حرز، ولا يجوز القطع في المسروق الذي يسرق من غير حرزه؟؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. الذي دلت عليه السنة، والآثار أن الحدود تُدرأ وتُرفَع بالشبهات .. وهذا الذي فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره .. عند مورد الحدود المحاطة بالشبهات .. وهذا لا يُعد ولا يعتبر من قبيل التعطيل .. وإنما من قبيل العدل والحكم بالشرع الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

س29:  ما رأيكم في المنّ الذي يتكلم عنه الأخ أبو محمد المقدسي عن من يعتقد أنهم كانوا من طلابه أو يأخذون عنه مسائل في العقيدة والمنهاج ..؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. نحفظ للأخ الشيخ أبي محمد حقه، ونعرف له قدره .. على خلاف بيني وبينه في بعض المسائل .. والاطلاقات .. والتنزيلات .. وطريقة التعامل مع واقع بعض المسائل .. قد تناولنا بعضها في بعض كتاباتنا ومقالاتنا .. وأنا هنا أجدد طلبي السابق له: بأن يتواضع لله .. فما تواضع أحد لله إلا ورفعه الله .. حيث كنت قد طالبته بذلك من قبل .. فما أحسن رداً، ولا جواباً .. غفر الله له.

مع التأكيد على أنني لا أجيز ولا أقبل .. أن يُستَغَل ما بيني وبين الشيخ من ردود ومراجعات في بعض المسائل ــ تجري عادة بين أهل العلم وطلبته ــ للنيل أو الانتقاص بالشيخ .. فإني لا أقبل ذلك، ولا أرضاه.

 

س30:  ما حكم ديار المسلمين اليوم هل هي ديار كفر لإعتلاء أحكام الكفر عليها أم هي ديار إسلام لما نعتقد من إسلام أهلها، ومتى تصبح الديار ديار كفر أو ديار إسلام، ومتى تجب الهجرة من ديار الكفر إلى ديار الإسلام …؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. الدار يُحكم عليه تبعاً للقانون الذي يحكمه، وبالنظر لمن تكون الظهور والشوكة والغلبة، للمسلمين أم لغيرهم .. وبالنظر لهذين الاعتبارين، فإن من الديار قد تكون وسطاً؛ لا هي دار كفر على الاطلاق، ولا هي دار إسلام على الاطلاقوليس كل دار كفر قد تكون دار حرب .. أو دار حرب على الاطلاق .. أحياناً تكون دار كفر، لا دار حرب ..كالديار التي تدخل في صلح أو عهد وأمان مع المسلمين .. وأحياناً قد تكون دار كفر وحرب من وجه دون وجه .. حيث فيها من يُعامل معاملة أهل الحرب .. وفيها من يُعامل معاملة المسلم، ومعاملة المعاهد الآمن .. كالديار التي يغزوها العدو الخارجي .. ومن كان في حكمه من العملاء .. وهذه مسائل تفصيلها يطول، لو راجعتم كتابنا “الاستحلال “، إن شئتم، عسى أن تجدوا فيه مبتغاكم.

أما متى يجب على المسلم أن يهاجر من ديار الكفر، إلى ديار الإسلام ..؟

أقول: عندما يُمنَع المسلم من إظهار وممارسة شعائر دينه في ديار الكفر .. وتكمن ــ أو ترجح ــ المصلحة الدينية والدنيوية في الهجرة دون الإقامة والبقاء في ديار الكفر .. وهذه مسألة كبيرة، قد كتبنا فيها كتاباً مفصلاً بعنوان:” الهجرة مسائل وأحكام “، فراجعه إن شئت.

 

س31:  اذا كانت الدولة الاسلامية دولة خوارج فلماذا خرجت عليها اربعون دولة ملحدة وحتى عربية الا ترى ان اليهود والصليب يعادون اولياء الله في كل زمان ومكان؟؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لو اقتصرت جرائم، وأذى وضرر خوارج جماعة الدولة على المسلمين السنة، وعلى مناطقهم، وعلى مجاهديهم، وعلى الفصائل المجاهدة والتي يعتبر قتال بعضها مطلباً من مطالب أمريكا وحلفائها .. لما خرج على دولتكم المزعومة أربعون دولة كما ورد في السؤال .. وهذا الذي يفسر صبر أمريكا ومعها حلفائها على جماعة الدولة أشهراً ــ حتى ظن كثير من المراقبين والمحللين تواطؤ أمريكا مع جماعة الدولة ــ لأن جرائمها كانت مقصورة على أهل السنة ومجاهديهم، وثوراتهم، ومناطقهم، وحسب .. وها هم اليوم منقسمون على أنفسهم: هل يضربون دولة البغدادي في سوريا أم لا .. لأنها لا تزال تحقق لهم بعض الأهداف والفوائد، لا يمكن هم أن يحققوها على الأرض، بأنفسهم!

لكن سفاهة وحماقة جماعة الدولة .. لم تسمح لها أن تحسن حساب الأمور بشكل جيد .. وظنت أنها ــ بسبب ما تفعله بحق أهل السنة ومجاهديهم ومناطقهم ــ في مأمنٍ من غضبة أمريكا والمجتمع الدولي .. مهما فعلت .. وأنها بما امتلكته من سلاح وغنائم أصبحت لا تُقهر .. فمدت رجليها أكثر من اللزوم .. لتتجاوز الخطوط الحمراء المسموح لها به .. فقامت بتهجير النصارى .. والأزيديين .. واقتربت من حدود مدينة أربيل؛ مقر مصالح أمريكا ودولة الصهاينة اليهود في منطقة كردستان .. وبعد أن قام السفهاء بذبح الصحفيين الأمريكيين .. بطريقة تتسم بالغدر، وتثير العالَم ــ بعد أن أعطاهم ثوار ومجاهدو سوريا العهد والأمان لينقلوا الحدث السوري للعالَم ــ فهنا .. وحينئذٍ فقط .. اجتمعت الدول الأربعين .. على محاربة جماعة الدولة .. ولو ظلت جماعة الدولة .. مقتصرة حربها على أهل الإسلام، ومناطقهم، وتفشيل ثوراتهم، وضرب جماعاتهم … لما تحرك ضدها أحد … ولسمح لها أن تتوسع أكثر مما توسعت عليه الآن .. وأن تغنم من السلاح والأموال أكثر مما غنمت .. لكن السفاهة والحمق تعميان صاحبهما .. ورب ضارة نافعة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

ثم يُقال لك، ولمن يفكر على طريقتك: أنتم واهمون إن كنتم تظنون أن هذا التحالف الدولي .. وهذا الاجتماع والاتفاق فيما بين الدول الأربعين ــ كما ورد في السؤال ــ قد اجتمعت ــ على ما بينها من اختلاف وتباين ــ من أجل قتال جماعة الدولة وحسب … بل لها أهداف صليبية صهيونية أبعد بكثير من جماعة الدولة … ظاهرها جماعة الدولة .. وباطنها استهداف الأمة كلها .. استهدافها في دينها ..وأمنها .. ومصالحها .. واستقلالها .. لذا حصل إجماع عقلاء وشرفاء الأمة ــ ممن هم ضد جماعة الدولة وضد غلوها وسفاهتها ــ على رفض هذا التحالف .. وعدم التعاون معه!

الذي ساعد التحالف الدولي، ولا يزال يساعده .. وسهل عليه المهمة .. ولا يزال .. هي جماعة الدولة .. أخطاء وسفاهة ورعونة جماعة الدولة .. التي حرّضت وزعّرت دول العالَم على الأمة وأبنائها.. وبلدانها .. على ما نعانيه من استضعاف .. وبخاصة في الشام والعراق .. فهي الطرف الملام أكثر من غيره .. عند الحديث عن التحالف الدولي، وعمن يدخل في حلفه ونصرته، ومساعدته .. وبالتالي هي آخر من يحق لها أن تُزاود، وتتكلم عن قتال ومحاربة الصليبيين، وعملاء الصليبيين!

يا لسعادة وفرحة طواغيت الشام، والعراق بهكذا إرهابي سفيه، أحمق، مغفّل … كانوا يُقاتلون المسلمين في العراق والشّام بمفردهم، ومعهم حلفائهم الزنادقة الباطنيين من إيران وغيرها .. فأصبحت ــ بفضل سفاهة وحمق وخيانة جماعة دولة البغدادي ــ دول العالَم كلها تُقاتل معهم .. وبالنيابة عنهم …!!

 

س32:  كثير من افراد الشرط والصحوات والمرتدين والعملاء تابوا في يوم وليلة ومنهم من كانت توبته هاتفيا ًباستخدام الموبايل واصبحوا والله العظيم امراء عسكرين وقضاة شرعيين (بعد ان فعلوا الأفاعيل بالمسلمين اثناء عملهم الكفري السابق) وهم الان يعملون بوجهين:

وجه مع جماعة الدولة الاسلامية, والوجه الاخر لايزال يعمل به مع المرتدين ويتقاضى عليه راتبا شهريا من دولة الرافضة؟ فما حكم هؤلاء وامثالهم مقارنة مع فصائل الجهاد الموجودة في العراق التي استباحت جماعة الدولة دماءهم واموالهم كما اشرت ببيانك السابق علما ان هذه الفصائل قد اجبرتها جماعة الدولة اما البيعة او ترك الثغور وتسليمها للرافضة والمجوس؟ كما حدث بالكرمة وكركوك وديالى والفلوجة

كما نسمع ونرى على واقع الارض وخاصة واقع الساحة الجهادية العراقية ان كثيرا من رجالات جماعة الدولة الاسلامية بدئوا يختفون عن الساحة بعد ظهورهم اللافت بالفترة السابقة, وان الافراد الذين قاموا بالتوبة من العناصر السيئة المذكورة اعلاه بدئوا يمارسون نشاطاتهم الخبيثة المتمثلة بالصحوة والشرط والتجسس وجمع المعلومات عن المسلمين بل وحتى مداهمة الكثير من بيوت المسلمين كما حدث في الرمادي قبل فترة وجيزة حيث قاموا باعتقال رجال من اهل السنة وخاصة ممن له نفسا مع المجاهدينفما حكم هؤلاء عندما تابوا؟ وهل تعتبر التوبة التي اعطوها سابقا صحيحة؟

وما حكمهم الان لمن يظفر بهم من المجاهدين؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. ما ذكرته عن جماعة الدولة، وعن بعض أفرادها وقياداتها .. وأنها مأوى للمجرمين المفسدين .. هو من جملة الأسباب التي حملتنا على أن نرتاب من هذه المجموعة .. ومن أعمالها .. وأن نأخذ منها موقفاً مبكراً .. ونحذر منها، ومن غلوها، وخيانتها .. المسلمين في الشام، والعراق!

وكلمن يقف مع الطاغوت ونظامه، ويعمل له عيناً، ويُقاتل معه ضد المجاهدين، والإسلام والمسلمين .. فحكمه حكم الطاغوت ذاته، ويُعامل معاملته .. وكذب توبته وخداعه، تزيده نفاقاً على نفاق.

 

س33:  هل ثقافة النحر – أعني الذبح – حتى وإن كان مشركاً موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين؟

الجواب: الحمد لله رب العالمينمنذ أكثر من خمس سنوات ــ كما في فتوى رقم 985، وفتوى رقم 997ــ كنت قد بينت بطلان ذبح أسرى العدو بالسكاكين والخناجر .. وأنها سنة سيئة وباطلة .. على من سنَّها وزرها، ووزر من عمل بها .. وأنها ليست من ديننا، ولا أخلاقنا .. وأن لها ارتدادات خطيرة وضارة لا تتوافق والسياسة الشرعية .. فشاغب علي ــ يومئذٍ ــ المشاغبون .. وأزبدوا .. وعلَت أصواتهم .. وتمادى الفاعلون في غيهم وأفعالهم .. وذبحهم .. إلا أن توسع الخرق على الغلاة منهم .. ليجروا هذه السنة السيئة .. سنة الذبح بالسكين .. على أعناق المسلمين .. وغيرهم من الأبرياء .. بل والصفوة من المجاهدين .. الذين يقعون أسرى في أيديهم!

هذا الشطط، والغلو، والتوسع .. زادني يقينا وثباتاً على قولي القديم في هذا العمل الخاطئ .. وزادني إصراراً على التحذير منه.

 

س34:  ما حكم ذبح الصحفيين من الأمريكان وغيرهم من دول الغرب المعادية للإسلام؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. قد تكلمت مراراً .. وفي أكثر من موضع .. أن الصحفيين ونحوهم عمال الإغاثة .. الذين يدخلون بلاد المسلمين لأغراض صحفية، وإغاثية .. أنهم آمنون بأمان المسلمين لهم .. لا يجوز ترويعهم، ولا الاعتداء عليهم بشيء .. كما لا يجوز أن يُعاملوا معاملة حكوماتهم المحاربة .. أو أن يُؤخذوا بجيرة غيرهم .. فهم في عهد وأمان استثنائي خاص بهم .

وفيما يتعلق بالصحفيين الأمريكيين وغيرهم من الغربيين الذين تم خطفهم من قبل جماعة الدولة .. ومن ثم ذبحهم .. هؤلاء دخلوا سوريا بأمان من مجاهدي وثوار الشام .. ليغطوا الحدث السوري .. ويكسروا الطوق والتعتيم الإعلامي الذي فرضه الطاغوت النصيري على ثورة أهل الشام .. وفي وقت استرخاء وأمان .. حيث كان الجميع آمن على نفسه من الغدر والخيانة.. في هذا التوقيت المبكر .. وعلى حين غفلة من المجاهدين والثوار السوريين .. كان لصوص ومجرمي جماعة الدولة يخطفون من ينفردون به، ويقدرون على خطفه من الصحفيين والإغاثيين وغيرهم .. ليقوموا بذبحهم .. بعد سنوات من خطفهم .. بالطريقة التي شاهدها العالَم .. وليظهروا وكأنهم قد أسروا هؤلاء المخطوفين من قلب المعركة!

.. لذا ما ترددنا لحظة ــ ومعنا جميع علماء الشام، وجميع كتائب المجاهدين والثوار في الشام ــ من استنكار هذا العمل، وإدانته، واعتباره من الغدر الذي لا يقره خلق ولادين!

أكثر الناس فرحاً وطرباً لهذا الحدَث الخاطئ، اثنان: جاهل، وطاغية؛ أما الجاهل فمعلوم .. وأما الطاغية؛ لأن هذا الحدث غطى على جرائمه، وشغل الناس ووسائل الإعلام عن جرائمه ومجازره بحق الشعوب .. حتى المجازر والجرائم التي حصلت في غزة الجهاد والرباط ..إذ لم يجف دماء الشهداء بعد .. حيث كانت وسائل الإعلام كلها مسلطة على غزة، وما يحصل فيها من جرائم ومجازر على أيدي الصهاينة اليهود .. وما إن حصل هذا الحدث ..إلا وانحرفت معه جميع وسائل الإعلام لتتكلم عنه .. بعيداً عما يجري، وقد جرى في غزة .. وبعيداً عما يجري من جرائم ومجازر على يد طاغية الشام بشار الأسد .. فيا لهناءة نتنياهو ومن معه من الصهاينة .. وهناءة الطغاة الظالمين .. بصنائع سفهاء خوارج الدولة!

قد تسألني وغيرك عن أدلة المسألة .. وما يُثار حولها من شبهات وتساؤلات .. فأقول لكم: راجعوا كتابنا” الاستحلال “، ففيه إجابة مفصلة عن كل سؤال يُثار حول هذه المسألة .. وقد تجدون فيه ما لا تجدون في غيره .. مما يثار حول هذه المسألة .. وهو كتاب قد كتبناه ــ بفضل الله تعالى وعونه وتوفيقه ــ قبل أكثر من عشر سنوات .. فليراجعه من يشاء.

 

س35:  ما رأيكم بمنهج أهل التصوف الحقيقين وليس المنسوبين إليه زوراً وبهتانا؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. أهل التصوف الحقيقيين هم الذين يراعون في عباداتهم، وسلوكهم، وتهذيب أنفسهم السنّة .. والمتابعة للسنة .. فلا يُحدثون في الدين ما ليس منه .. فمن تحققت فيه منهم صفة المتابعة للسنة فيما يقوم به من تعبد، وتزهد .. وعمال .. لا يضره ما قيل، ويُقال فيه .. وإن كنت لا أستحسن مسمى، ومصطلح ” الصوفية، والتصوف”، لما فيه من التفرق في الدين .. ولأنه مصطلح محدث حمال أوجه وتفاسير .. لم يعد له معنى التدليل عن الفريق السني الصالح الزاهد المتبع للسنة، المشار إليه.

 

س36:  هل من الممكن ان تفتح الجماعات الجهادية السورية حوارا مع نظام بشار من اجل مصلحة البلاد والعباد لان المتتبع للجهاد الشامي يرى أن الامور تعقدت كثيراً في سوريا وبالخصوص بعد ظهور جماعة البغدادي في الشام ولا يبدو أن هناك غالب ومغلوب يعني أصبح من الصعب جداً اسقاط نظام بشار والحل الوحيد هو التفاوض وتقاسم الحكم فهل هذا ممكن؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. أعلَم أن خوارج وسفهاء البغدادي قد عقدوا المشهد .. وأساؤوا جدا للثورتين السنيتين في الشام والعراق .. وجهاد المجاهدين في هاتين البلدتين .. أعلم ــ وغيري يعلم ــ ذلك.. وهو بلاء عظيم نزل بساحة أهل الشام والعراق .. لا بد من أن يُحسنوا التعامل معه بحكمة، وبأقل ضرر ممكن. فالمؤمن مبتلى .. ويبتلى على قدر دينه، إن كان في دينه شدة وقوة .. اشتد عليه البلاء .. والأنبياء أشد الناس بلاء، ثم الأمثل، فالأمثل. ونحن نعتقد أن هذا البلاء سيعقبه فرج ونصر بإذن الله .. ومن يتق الله يجعل له فرجاً، ومخرجاً، وفرقاناً من أمره، وما ذلك على الله بعزيز. الله تعالى تكفّل لنبيه صلى الله عليه وسلم، ولدينه، وأمته .. بالشام، وأهل الشام .. ومن يتكفل الله به فلا ضيعة ولا خوف عليه .. ولتعلمنّ نبأه ولو بعد حين. أما أن يكون ذلك سبب يبرر مفاوضة نظام الطاغية بشار الأسد، وتقاسم الحكم والسلطة معه كما ورد في السؤال … فهذا غير ممكن .. وغير وارد .. لأنه يعني الرجوع إلى الوراء .. إلى نقطة الصفر .. يعني خيانة الدماء والشهداء .. يعني أن ينفد القاتل المجرم من القصاص .. يعني تفاقم الظلم واستمراره .. يعني قتل من تبقى من الأحياء أو سجنهم .. يعني العبودية من جديد للطاغوت، ودين وقانون الطاغوت .. يعني الكفر بعد الإيمان .. يعني كل شر وضرر يمكن أن يخطر على البال .. لذا فكرة التصالح مع الطاغوت ونظامه ــ وبخاصة بعد أن حصل الذي حصلــ فكرة مرفوضة لدرجة أن لا أحد يجرؤ أن يتفوه بها على مسامع الناس ..!أرجو أن يكون الجواب قد وصل …!

 

س37:  هل ان إعلان ما يسمى بدولة العراق الإسلامية في العراق في العام 2006 كان بموافقة تنظيم القاعدة، أم أنهم خرجوا على علمائهم في عدم أخذ المشورة منهم في إعلانهم للدولة، ومن الذي اعتمدوا عليه أو أفتى لهم بذلك؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا علم لي بتفاصيل ذلك، لكن من الكلمات المنشورة، ثناء الشيخ أيمن الظواهري على الدولة في ذلك التاريخ .. وإطرائها بأوصاف .. لا يُقر، ولا يُتابع عليها.

كما أن من خلال مراسلات الشيخ الأخيرة للبغدادي وجماعته .. ومطالبته لهم بأن يعودوا للطاعة، وأن يفوا ببيعته .. أعطى انطباعاً أن الخلاف مع البغدادي وجماعته خلاف تنظيمي إداري وحسب .. وليس خلافاً حول المنهج والاعتقاد .. وما يتعلق بغلو وسلوك جماعة الدولة .. وهذا أيضاً خطأ لا يُقر عليه الشيخ، ولا يُتابَع.

 

س38: ما حكم الدماء التي استباحوها في قتال الفصائل الجهادية بحجج واهية أنها ضد قيام أو تؤخر قيام الدولة كقتالهم لكتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي سابقاً وأنصار السنة وأنصار الإسلام وجيش المجاهدين في العراق مؤخرا بسبب رفضهم لبيعتهم؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. إن استباحوا الدماء غدرا وغيلة بطريقة فردية، أو جماعية من غير قتال مع المسلمين ومجاهديهم .. ولا منازلة لهم في ساحات القتال .. فالواجب هنا القصاص، والقود.

وإن استباحوا الدماء من خلال القتال في ساحات المعارك والنزال مع عسكر المسلمين .. فهنا نحتسب الشهداء منا، ويُقال لهم: قتلانا في الجنة .. وقتلاهم كلاب أهل النار .. كما قال صلى الله عليه وسلم عن الخوارج:” هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم، وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قتلَهم كان أولى بالله منهم “[صحيح سنن أبيداود:4765]، وقال:” الخوارج كلاب أهل النار “.

 

س39: هل تحرير المناطق المحررة سابقاً ( كالرقة ودير الزور ) يسمى جهاداً ، مع العلم أن الفصائل بعد تحريرها تحركت على الثغور والجبهات لقتال النصيرية وحزب اللات وجماعة أبو الفضل وغيرها، أما جماعة الدولة فقد أشغلت نفسها ببسط السيطرة على المناطق المحررة هل هذا جهاداَ؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. تحرير المحرر من الأرض .. وبعد أن بذل مجاهدو الشام الغالي والنفيس من أجل تحريرها من هيمنة الطاغوت النصيري ونظامه .. هو من الأذى والضرر، والغدر .. من أجل حلم البغدادي في دولته المشؤومة ..!

إشغال المجاهدين عن الجبهات الأساس مع الطاغوت .. بأطماع البغدادي وحزبه .. واستخلاف المجاهدين في أهاليهم ومقراتهم بالشر، والأذى .. هذا العمل الخسيس كان أول الفتنة .. التي تعيشها الشام مع هؤلاء الغلاة!

الجهاد لا يكون جهاداً مقبولاً إلا إذا توفر فيه شرطان: صلاح النية، وصلاح العمل .. فالأولى الله سبحانه وتعالى يتولى أمرها؛ إذ لا علم لنا بها .. أما الثانية ــ وهو صلاح العمل ــ بينهم وبينه، كما بين السماء والأرض.

وفي الحديث:” من آذى مؤمناً فلا جهاد له “. فكيف بالذي يؤذي مسلمي أهل الشام، ومجاهديهم، فيجمع سيفه عليهم مع سيف الطاغوت النصيري وجنده ..؟!

 

س40:  شيخنا العزيز لماذا تأخر الشيخ الظواهري في بيان حالهم وكشفهم وسكت عنهم كل هذه الفترة السابقة قبل قتالهم لجبهة النصرة، لماذا لم يبين خطأهم قبل سنين عندما قاتلوا كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي سابقاً وغيرهم من العلماء والمجاهدين من كافة الفصائل الجهادية في العراق، لماذا تأخر البيان لحالهم قبل أن يتمادوا في استباحتهم للدماء …؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. مما يُؤخذ على الشيخ ــ غفر الله له ــ أنه لا يُعرَف عنه أنه أنكر ويُنكر على جماعته حدثاً أو فعلاً، أو وقعة معينة .. أو قال لأحدهم أخطأت والصواب كذا!

نعم؛ يوصي وصايا عامة بضرورة احترام الدماء المعصومة .. لكن لم يقل مرة لأفراده؛ هذا العمل الذي فعلتموه خطأ وأنا لا أقره ولا أرضاه .. أو قال لهم مرة كما قال النبي صلى الله لخالد بن الوليد رضي الله عنه لما قتل أولئك النفر الذين قالوا صبأنا، يريدون أسلمنا فخانهم التعبير الصحيح .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً:” اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد “. وكذلك إنكاره على أسامة بن زيد لما قتل ذاك الرجل في ساحة القتال بعد أن قال لا إله إلا الله ..!

لا بد للقيادة من أن تأخذ على يد أفرادها بالزجر والإنكار إن أخطأت .. وإلا فالخرق يتسع، والضرر يزداد إلى أن ينقلب على أهله .. ويهلك الجميع.

الشيخ أيمن ــ كما في كتابه حصاد المر ــ ينكر على الإخوان المسلمين إنكاراً شديداً تبرأهم من بعض أفرادهم لما قاموا ببعض الأعمال العسكرية … وأن هذا لا يتناسب مع الوفاء الواجب بين القادة وأتباعهم .. فأخشى أن يكون هذا الأمر قد أحدث ردة فعل عند الشيخ، حملته على أن لا يقول لأحد من أفراده أخطأت والصواب كذا ..!

فعلى عظم أخطاء البغدادي وجماعته .. حتى الآن لم يقل لهم مرة: أخطأتم .. والصواب كذا .. اتقوا الله في دماء، وجهاد، ومصالح المسلمين ..!

ونحن نذكر أنفسنا والشيخ الكريم وجميع المسلمين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:” فاشهدوا على المحسن ــ أياً كان هذا المحسن ــ بأنه محسن، وعلى المسيء ــ أياً كان هذا المسيء ــ بأنه مسيء “.

لا بد من أن نغلب الولاء للأمة ومصالحها على الولاء للحزب أو الجماعة .. وإلا مع الزمن، سيتسع الخرق على الراقع، فيستحيل معه الاصلاح والترقيع .. ولات حين مندم!

 

س41:  أنا من مناصري دولة الخلافة ولي كثير من الأصحاب يجاهدون تحت رايتها و أسعى بكل جهدي للنفير و قتال الصليبيين تحت رايتها ما هو حكمي وهل أنا من الخوارج ..؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. إن لم تكن من الخوارج، فأنت من مناصري الخوارج .. وفي الحديث:” من كثّر سواد قوم فهو منهم “. وقال صلى الله عليه وسلم:” يُحشر المرء مع من أحب “.

ثم يُخيل إليك أنك ستحارب الصليبيين .. بل أنت تحت عنوان محاربة الصليبيين .. ستحارب وتقاتل المسلمين، وخاصتهم من المجاهدين .. وعند أول فرصة تتاح لك!

فلا يضحكنّ، ولا يلبسنّ عليكم الشيطان …!

 

س42:  ألا ترى أن المعركة الحقيقية يجب أن تكون في حمص ودمشق والساحل وبغداد وديالى وطوزخرماتو وأن كل ما تحقق الآن لا يخدم سوى الرافضة حيث سيطروا على بغداد وحمص وزادت نسبة الرافضة فيها بعد الثورة وحدث تغيير أيضا في التركيبة السكانية في ديالى ومناطق أخرى ألا ترى أن مخططهم هو تشييع هذه المناطق وتدمير المناطق الاخرى كحلب والموصل والرقة والانبار وغيرها؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. صدقت فيما أشرت إليه .. والعدو لا يوفر شراً على المسلمين يستطيعه إلا وفعله، ويفعله .. ولكن لنصارح أنفسنا بصدق وتجرد .. من المسؤول عن هذه النتيجة المؤلمة التي أشرت إليها في سؤالك .. أليست جماعة الدولة .. وسفاهتها التي تحملها على أن لا تنظر إلا لنفسها .. فهي الأمة، والأمة هي .. وما سواها فليذهب إلى الجحيم!

وها أنذا أعرض عليك، وعلى غيرك من الغيورين .. اضمنوا لنا أن لا تقترب جماعة الدولة؛ جماعة البغدادي .. من المسلمين .. ولا من مجاهديهم، ومقراتهم .. ومناطقهم بسوء .. وإن كان لها عمل، فليكن عملها محصوراً ومقصوراً فقط ضد الطاغوت ونظامه وعسكره .. وأنا أضمن لكم أن لا يقترب أحد منهم بسوء … ولكن، أنَّى!

نعم؛ هم في المناطق التي يكونوا فيها ضعفاء، قياساً لقوة المجاهدين والثوار المحيطة بهم .. يعلنون موقف الحياد .. وربما ــ تقية ــ يطلبون السلم والأمان .. ويذكرونك بالأخوة ومعانيها، وحقوقها!

أمّا في المناطق التي تكون لهم فيها الغلبة والشوكة .. فلا حل ولا تفاهم لهم معك، ومع غيرهم من المسلمين والمجاهدين .. سوى القتل والقتال .. وتجريدك من السلاح، وحقك في الجهاد والذود عن الدين والحقوق والحرمات .. أو الإكراه بالقوة على البيعة والطاعة لخليفتهم المزعوم ..!

 

س43:  كما تعلم شيخنا من نواقض الاسلام الاستعانة بالكفار على المسلمين فمثلاً لو كنت في بلد أوربي وقام مسلم بسرقة مال مني وقمت بإبلاغ شرطي في ذلك البلد ليساعدني على استرداد مالي هل أقع بذلك في ناقض من نواقض الاسلام، أرجو التفصيل شيخنا؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا؛ هذا ليس من ذاك .. فالإسلام جاء بالأمر بالمعروف، والنهي عن الفحشاء والبغي والمنكر .. وإذا كان لا يتحقق ولا يندفع هذا البغي وهذا المنكر إلا بنوع استعانة بغير المسلم .. فلا حرج .. بل أحياناً يتعين .. وإلا رمينا الإسلام ــ حاشاه ــ بتهمة التواطؤ مع المجرمين والظالمين على جرائمهم، وظلمهم .. والله تعالى يقول:[ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ]المائدة:2. وقال تعالى: [إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ]النحل:90.

والنبي صلى الله عليه وسلم، قد أثنى خيراً على حلف المطيبين، لقيامه على معنى جميل؛ وهو إنصاف المظلوم من الظالم أيا كان هذا المظلوم، وهذا الظالم .. علماً أن القائمين على هذا الحلف كانوا من المشركين.

وإن شئت التوسع أكثر، راجع مقالتنا ” الانتصار بالكافر على دفع ظلم وبغي المسلم “، ومقالة ” مسألة التحاكم إلى الطاغوت “، وكلتاهما منشورتان في موقعنا.

 

س44:  اذا داهم الاعداء أرض الاسلام هل يجوز التحالف مع فصائل علمانية أو ملحدة مثلاً لدفع الصائل عن المسلمين؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. إن كان المسلمون في قوة وغنى ومنعة لا يجوز .. وإن كانوا في ضعف .. وخافوا على أنفسهم وأهاليهم وذراريهم الاستئصال .. من العدو الصائل .. ثم أمنوا جانب من كان بجوارهم من العلمانيين .. لا حرج حينئذٍ من التعاون والتحالف معهم بالقدر الذي يدفع عنهم الشر والأذى .. قياساً على قوله صلى الله عليه وسلم:” ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتقاتلون أنتم وهم عدواً من ورائكم ..” وفي رواية:” عدواً من ورائهم .. “، فيحتمل بناء على الروايتين أن يكون هذا العدو الأشد ضرراً وخطراً منتشراً بتوسع؛ فبعضه من ورائهم، وبعضه الآخر من ورائكم … والله تعالى أعلم.

 

س45:  ما موقفك من التفجيرات بالسيارات المفخخة التي تستهدف المناطق الرافضية واذا كنتم ترفضونها فلماذا تؤيدون قصف المناطق الصهيونية حيث أن هذا القصف قد يولد تفجيرات شبيه بالتي تحصل بالسيارات المفخخة واذا كنتم تقولون أن اليهود مستوطنين غاصبين فهناك مناطق سنية تم اغتصابها من قبل الرافضة؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. ليست العبرة بالوسيلة المستخدمة في الحرب، وإنما العبرة بالنتائج المرجوة منها، وطريقة وموقع استخدامها .. فأيما وسيلة حربية يُصاب بها البريء في أجواء الحرب تبعاً لا قصداً .. لا حرج من استخدامها، وبخاصة إذا جاءت من قبيل المقابلة والمعاملة بالمثل .. وأيما وسيلة يترتب على طريقة استخدامها إصابة الأبرياء في الحروب قصداً فهي مستهجنة، ومنكَرة.

فإذا عُلِم ذلك أقول: لا أستحسن ولا أجيز استهداف الشيعة الروافض، ممن اعتزلوا قتال المسلمين .. في أسواقهم وأماكن تجمعاتهم وعبادتهم .. فمن قاتلنا منهم قاتلناه .. ومن اعتزلنا وسالمنا .. سالمناه .. وعالجنا أحقاده، ومشاكله الدينية والعقدية التاريخية عن طريق النصح، والكلمة الطيبة .. بل وبالمعاملة الحسنة إن كان في ذلك تأليف لقلوب بعضهم على الحق .. وإني لأعرف الأخ الشيخ أبي منتصر البلوشي حفظه الله .. فحدثني ذات مرة أنه من خلال إذاعته وقناته التلفزيونية .. وأسلوب الكلمة بالحكمة والموعظة الحسنة .. يدخل يومياً أعداداً لا بأس بها من الشيعة الروافض الإسلام .. ويعلنون توبتهم وندمهم على ما فرطوا بحق الإسلام والمسلمين .. عبر الأثير!

 

س46:  في العراق هل تحرّض على قتال تنظيم الدولة الاسلامية كما في الشام؟ ألا ترى أن اضعاف التنظيم في العراق قد يخدم الرافضة فمثلاً لو قاتل أهل السنة التنظيم في تكريت فإما أن التنظيم سيقضي عليهم بسبب الامكانيات الضعيفة وحتى لو استطاع أهل السنة القضاء على التنظيم سيخرجون ضعفاء أكثر وسيستغل الرافضة الوضع ليدخلوا إلى تكريت ويقوموا بما وعدوا فيه من مجازر والله المستعان أليس من المصلحة الشرعية ترك التنظيم وعدم قتاله في العراق والاكتفاء بالنصح والتوجيه والسعي للحوار معه لتصحيح مساره؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. قد تقدمت الإجابة عن نحو هذا السؤال .. وأزيد هنا فأقول: نعم؛ أوصينا .. ونوصي .. باعتزال جماعة البغدادي .. سواء في الشام أم في العراق .. ما اعتزلوا المسلمين ومجاهديهم، ولم يتعرضوا لهم بسوء .. وكانت معركتهم خالصة مع الطاغوت الرافضي أو النصيري وعسكره ..!

لكن للمرة العاشرة نقول: من يضمن لنا ذلك .. من يضمن لنا أن لا تنقلب انتصاراتهم مزيداً من الوبال والبلاء على المسلمين السنة قبل غيرهم .. وقد سبق لهم أن غدروا في كثير من عهودهم ووعودهم .. وفي كل يوم تطالعنا الأخبار عن جرائم جديدة لهم .. بحق المسلمين، ومجاهديهم، وثوارهم، ومناطقهم، ومقراتهم ..!

 

س47:  كنت قد سمعت لك في أحد المرات انتقادك للشباب المجاهدين في الصومال عندما بايعوا تنظيم قاعدة الجهاد و قلت انه كان لهم مشروع أمة فبدلوه بمشروع حزبي .. ولكن بعد أن قامت الدولة بنفس الشيء الذي طالبتم به لم يعجبكم الامر؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. كانت حركة الشباب في الصومال يومئذٍ ــ ومعها القبائل والعشائر الصومالية، وعدد من الجماعات الإسلامية ــ تحكم وتسيطر على الصومال كله .. وهي بذلك انتقلت نقلة نوعية ترقى لمستوى جهاد الأمة والشعب الصومالي برمته .. وهذا أعلى درجة في القيادة والحكم والسلطة تدركها جماعة أو حركة .. فبدلاً من أن تقوم بالمهام المناطة بها .. والتي تتناسب مع مكانتها وقوتها .. وتطور نفسها إلى خطوات أمامية .. انسحبت من الساحة والقيادة .. وهربت للخيار الأسهل والأضعف .. والذي لا يترتب عليه أية مسؤولية نحو الشعب الصومالي المسلم المنكوب .. ألا وهو خيار جهاد وحرب العصابة .. خيار التخفي والعمل من تحت الأرض .. على ما يؤخذ عليه من قبل المجتمع الصومالي .. والمجتمعات والدول الأفريقية المحيطة بها .. فخسرت بذلك الشعب .. والسلطة .. والقيادة .. وصور الدعم التي كانت تتلقاه من الخارج .. مقابل لا شيء .. مقابل التعصب، والتحزب لمسمى محدث .. أصبح ضرره يغلب نفعه .. فنزلت بذلك من الأعلى إلى الأدنى .. هذا الذي قلناه ونقوله .. وهذا الذي أنكرناه يومئذٍ على حركة الشباب الصومالية.

والحال مع دولة البغدادي .. ليس كذلك .. فجماعة الدولة كانت محسوبة على القاعدة، وخرجت من رحم القاعدة .. وبدلاً أن تجنح إلى جهة الاعتدال والتصالح مع الأمة والشعوب .. جنحت إلى أقصى درجات التطرف والسفاهة .. فلم تقتصر اهتماماتها على قتال العالَم .. كل دول العالَم وحسب .. وتحرضهم وتزعرهم برعونتها على المسلمين وبلاد المسلمين .. بل أضافت إلى ذلك، فاستعدت المسلمين، وجميع الحركات والجماعات الإسلامية والجهادية .. بما في ذلك جماعة القاعدة ذاتها .. فاستحلت حرماتها ودماءها إن لم تدخل في طاعة وبيعة خليفتهم المزعوم .. فكيف بعد ذلك كله تطالبني أن أبارك سياستها، وخطواتها .. وتعتبر ما قامت به جماعة الدولة .. هو نفس ما طالبت به حركة شباب الصومال …؟!!

لا يستويان مثلاً …!

 

س48:  ما حكم إستعانة أهل البغي بالكافر لقتال أهل العدل، بمعنى هل يصل إلى الكفر الأكبر أم لا؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. قد يصل .. وقد لا يصل .. بحسب الغرض والقصد من وراء هذه الاستعانة .. فإن كان القصد منها محاربة العدل، والحق .. والإسلام .. والمسلمين لكونهم مسلمين .. نعم يصل إلى درجة الكفر الأكبر .. وإن كان الغرض من هذه الاستعانة عرض من أعراض الدنيا .. فهذا ذنب عظيم .. وكبيرة من كبائر الذنوب .. لكن لا يرقى إلى درجة الكفر الأكبر، والله تعالى أعلم.

 

س49:  هل ما زلت على موقفك في حرمة المشاركة في الإنتخابات البرلمانية في ظل دستور لا يقر صراحة بحاكمية الشريعة؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. نعم؛ لا أزال على موقفي.

 

س50: هل وضع مادة في الدستور تقول أن الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع كافية للحكم على الدستور بأنه إسلامي، ومن ثم يجوز في هذه الحالة المشاركة في الإنتخابات البرلمانية؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا؛ لا يكفي .. هذا نص ناقص .. فإن غُلبنا عليه، لا بد من أن يُقيد بقيد صريح ينص على أن أي قانون يتعارض مع الشرع المنزّل فهو باطل ورد.

 

س51:  هناك من يقول: أن من صفات الخوارج عدم العذر بالجهل في أصل التوحيد، فما رأيكم فيما قال؟ وهل عدم العذر بالجهل في أصل التوحيد كاف للحكم على قائله بأنه من الخوارج؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. عدم اعتبار الجهل المعجِز ــ الذي يحيل بينه وبين صاحبه من معرفة الحق، رغم بذل جهده المستطاع ــ عذراً في أصول الدين وغيرها .. قول يجنح للتشدد والغلو .. ومخالفة منطوق النصوص .. لكن لا يكفي أن يُحكم على قائله بأنه من الخوارج.

 

س52:  هل ما زلتم على رأيكم السابق في ان قتال النظام الجزائري واجب و هو من الجهاد في سبيل الله؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. النظام الجزائري من جملة الأنظمة الطاغية الظالمة الفاسدة المستبدة .. التي يجب على الشعوب المسلمة الحرة أن تتحرر منها .. وأن تجد لنفسها الوسائل والآليات التي تمكنها من فعل ذلك، بأقل ضرر ممكن .. والقتال من جملة الخيارات المتاحة والمشروعة .. في حال تعثرت خيارات الكلمة، والوسائل السلمية الأخرى، المعروفة.

هذا حكم عام .. لكن عند ترجمته على الأرض وفي الواقع .. لا بد من أن يخضع لخطة عملية واقعية ممكنة يتضافر عليها الناس وممثلوهم من أهل الحل والعقد .. وحتى لا تترك الأمور لتصرفات فردية عشوائية غير منضبطة النتائج .. ضررها يغلب نفعها!

 

س53:  هل تؤمنون بقيام خلافة على منهاج النبوة قبل يوم القيامة، وان كان الجواب بنعم فكيف تتصورون أن تكون ؟ أي ما علامتها هل سيقرب الخليفة قرباناً تأكله نار؟ أم سينزل الخليفة في تابوت تحمله الملائكة؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. نظام الخلافة الراشدة العادلة .. التي تجمع المسلمين في دولة واحدة، وعلى إمام واحد .. نظام إسلامي عظيم يجب الإيمان به، والعمل له .. لكن هذا الشعار ” الخلافة “، الدال على هذا النظام السياسي في الحكم، وإدارة البلاد .. نُصيبه بمقتل، ونسيء إليه إساءة بليغة .. عندما نتناوله في غير زمانه ومكانه المناسبين .. وعندما نأتيه من غير أبوابه المشروعة والمعقولة .. ضاربين بالسنن عرض الحائط … الذي يفعل ذلك في زماننا المعاصر، فريقان، هما: خوارج العصر؛ وعلى رأسهم جماعة الدولة .. وحزب التحرير .. فكلا الفريقين يقتاتان بالخلافة وشعار الخلافة .. ويُسيئان لهذا الشعار والنظام في الحكم إساءة بالغة.

الخوارج يمشون في الاتجاه المعاكس للأمة .. وربما لو اجتمع عشرة أنفار منهم لفكروا أن يقيموا خلافة .. ويُقاتلوا ويكفروا الناس عليها .. ولو أدى ذلك إلى أن يقتلوا الناس أجمعين، ولم يبق من الناس إلا هم .. فمصلحة قيام الخلافة مقدمة على حياة ووجود الناس!!

بينما حزب التحرير .. مع كثرة ما ينادي بالخلافة، ويتحدث عن الخلافة ــ ومنذ أكثر من سبعين عاماً! ـ إلا أنه قد وضع في طريق الخلافة عقبات .. وقيدها بقيود .. وعارضها باعتراضات وشطحات وأفهام سقيمة .. يستحيل معها قيام الخلافة .. فمثلهم مثل من يقول بالشيء وضده في آنٍ معاً!

ومن عجائبهم أنهم يحرمون ويجرّمون الجهاد من أجل قيام الخلافة .. ويا لفرحة طغاة الأرض بهم .. وبما يحرمون ويجرمون ..!

المدعي الكذاب ” أحمد غلام ” الهندي .. استرضاءً للاستعمار الإنكليزي .. قام بنسخ الجهاد .. وقال: كان حلالاً، وأصبح حراماً، فأنا أحرمه ..!

وحزب التحرير قال: لا جهاد .. ولا يجوز الجهاد .. إلا بعد وجود الخليفة وقيام الخلافة أولاً … ولا أدري من أي باب سينفدون منه إلى خلافتهم، وخليفتهم …؟!

فالتقوا مع الكذّاب ” أحمد غلام “، في تعطيل الجهاد، وهو الجانب الأهم .. واختلفوا في السبب .. والمستفيد من ذلك واحد؛ وهو العدو …!!

الله المستعان …………!

 

س54:  المسلمون لا يستمعون إلا لمن يوافق عمله كلامه أو بالأحرى يوافق كلامه عمله فهناك من يشغله العمل عن الكلام، ولأدلل على كلامي أنظر لعدد من تابع موضوع الأسئلة الموجهة لحضرتكم (وهي مثبته منذ عدة أيام ) تجده 2986 وأي إصدار تصدره الدولة يتعدى مشاهديه مئات الآلاف بعد ساعة واحدة …؟!

الجواب: الحمد لله رب العالمين. ابتداء أعترف أنني من ذوي التقصير .. الشعور بالتقصير يلاحقني على مدار الوقت .. لم أنظر إلى مسلم قط؛ وسمحت لنفسي أن تحدثني أنني أفضل منه .. سائلاً الله تعالى العفو والعافية .. وأن يقونا على طاعته وعبادته، وخدمة دينه وعباده .. وأن يلهمنا الثبات والإخلاص .. وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .. وأن يتولنا برحمته وعفوه .. إنه تعالى سميع قريب مجيب.

والذي استوقفني في هذه المداخلة الاستدلال بالأرقام على الحق .. فرغم أنني لا أستهين بالأرقام، وأحترم الأرقام .. لكن ليست دائماً علامة دالة على الحق .. فالحق لا يُعرف بكثرة ولا بقلة، وإنما يُعرَف بموافقة التنزيل، على فهم ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين.

قال تعالى:[ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ]يوسف: 106.

وقال تعالى عن نبيه نوح:[ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ]هود: 40. وذلك بعد دعوة استمرت لأكثر من تسعمائة عام ..!

وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” إن من الأنبياء من لا يؤمن به إلا الرجل الواحد “!

وقال صلى الله عليه وسلم:” تقوم الساعة والروم أكثر الناس ..”.

وعندما يظهر الدجال تكون الكثرة معه وفي صفه .. ومن أكثر أنصاره الذين يكثرون سواده يومئذٍ الخوارج، والنساء ..!

أحياناً أغنية ماجنة تُنشر في ” اليوتوب “، يتصفحها، ويمر عليها ملايين الناس .. بينما محاضرة نافعة .. بل وتلاوة مباركة للذكر الحكيم .. لا يتصفحها، ولا يمر عليها إلا العدد القليل، القليل ..!

فلا تغرنكم الأرقام والكثرة .. وتجعلوا منها دليلاً على الحق .. وحكماً عليه .. فتَضلوا، وتُضلّوا .. غفر الله لي ولكم.

ثم نحن نغرس .. ليس علينا شيء غير ذلك .. والله تعالى يزرع، ويربي، ويرعى .. ويقدّر من يستفيد من هذا الزرع ممن لا يستفيد .. ومتى يستفيد .. [ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ] القصص: 56.

قد يمر بالزرع وثماره ــ في يومنا وحاضرنا ــ من لا يعرف قيمته، ولا يأبه له، ولا يلقه بالاً .. ويبقى الزرع معروضة ثماره سنين وعقوداً .. إلى أن يمر به من يعرف قدره وقيمته .. فينتفع .. وينفع به بإذن اله .. والحمد لله رب العالمين.

 

س55:  لقد قلت في جوابك على السؤال الخامس من أسئلة الأخ أسد الموصل ما يلي:” وباطلاقهم هذا حكموا على المجتمع السوري السني كله بالكفر والردة ..!”.

حسب قولك الدولة الإسلامية تحكم على المجتمع السني السوري كله بالكفر والردة، وهذه تهمة من قبلك في حقهم توجب عليك البينة قطعية الدلالة، فهل تستطيع إعطاءنا البينة من كلامهم أو من كلام جهة أخرى محايدة على أن الدولة الإسلامية تحكم بكفر وردة المجتمع السوري كما تزعم؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. عندما يحكمون على الجبهة الإسلامية بجميع كتائبها وفصائلها بالكفر .. ويشيطنونها .. وكذلك الجيش الحر .. وغيرها من الكتائب الشامية المجاهدة التي هي في خلاف مع جماعة الدولة .. وهؤلاء لهم حاضنتهم الشعبية، والعشائرية، والعائلية من أهل الشام، التي تحتضنهم، وتنصرهم، وتقاتل معهم .. فتكفيرهم يكون من باب أولى .. وإذا كفرت هؤلاء، وهؤلاء .. من بقي من الشعب السني السوري لم يُكفّر .. وإذا لم يكن هذا تكفير للشعب السوري السني .. ويفيد تكفيره .. فماذا يكون التكفير …؟!

 

س56: كنت قرأت لك شيخنا بعد ثورة يناير في مصر أنك تؤيد ترشيح الشيخ حازم و انا احب الشيخ حازم في الله كثيرا و لكنى اصبت بالحيرة فقد تعلمت منكم انه لا يجوز الدخول في الانتخابات في ظل اللعبة الديمقراطية لان الفائز له الشرعية أيا كان هو إسلامي او علماني ، اعلم ان للامه حق اختيار من يحكمها بضوابط الشرع و لكن الاختيار يكون بين ابو بكر و عمر و ليس ابو بكر و مسيلمة الكذاب! فأرجو تفسير هذا الموقف؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لما للرئيس من صلاحيات تنفيذية تمكنه أن يعطل كثيراً من الشر، ويُمضي كثيراً من الخير .. ولما أعلم عن هذا الرجل ” الشيخ حازم ” ــ فك الله أسره ــ من خير لا يوجد في منافسيه .. ولعلمي أن مصر ما بعد الثورة بحاجة ماسة لرجل مميز قوي .. ينقلها إلى عهد جديد .. فهذا وذاك .. هو الذي حملني على نصرة الرجل .. وأن أوصي بانتخابه.

ومن علامات صدق مذهبنا في الشيخ .. أنه اعتقل .. ولم يُعط فرصة للترشح على رئاسة مصر .. لعلمهم أن الرجل سيأخذ مصر في الاتجاه الذي لا يرضي شياطينهم!

ينبغي أن نعترف أننا ـ كحركة إسلامية وكعمل إسلامي ــ ينقصنا الكثير في مجال السياسة الشرعية .. ومجال آليات العمل السياسي الشرعي .. التي تعيننا على ترجمة تصوراتنا، وخياراتنا وأهدافنا على أرض الواقع بصورة سلسة وصحيحة .. فريق منا ــ وللأسف ــ في كل شيء، ومهما كانت النتائج يحتكم إلى السلاح .. وفريق آخر منا كذلك، كل شيء، ومهما كانت النتائج يحتكم إلى صناديق الاقتراع .. وأنا أعتقد أنه ينبغي أن يوجد فريق وسط بينهما له وسائله وآلياته المشروعة والممكنة، والواقعية الخاصة به .. وإلى أن يتحقق ذلك النقص وينجبر .. فأنت بين خيارين ــ كلاهما يحتاجان منك إلى اجتهاد وفقه ودراية وتقوى وحسن تقدير ـ: إما أن تعتزل كلياً .. وتأخذ الموقف السلبي .. وتدع الشر يطفو .. ويعمل عمله الضار والخبيث في المجتمعات .. وإما أن تستعين ببعض آليات القوم .. لتمرر من الخير، وتقلل من الشر ما استطعت .. ولتنتقل من خلالها إلى مرحلة أكثر نضجاً، ويكون فيها الخير أكثر عطاء، والشر أكثر انكماشاً واندحاراً …!

أحياناً قد توضع بين هذين الخيارين .. ولا بد لك من أن تترجل وتختار .. وما دام قصدك سليماً، ونيتك لله .. فإن أخطأت فلك أجر، وإن أصبت فلك أجران إن شاء الله.

 

 

س57:  رأيت فيديوهات لقياديين من حزب النهضة بتونس يقولون كلاماً منكراً جداً كقول أحدهم أنه لن يمس القوانين التي تحرم التعدد، وتلك التي تبيح الزنا فما حكم مثل هذا الرجل، و ما رأيك بالأستاذ راشد الغنوشي .. وبحزب النهضة …؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هؤلاء قد ضلوا السبيل .. وقد ضلوا وأضلوا ..!

واأسفاه على تونس الحبيبة .. فالحق الوسط فيها ضاع بين الغلاة القُساة .. وبين الجُفاة من أهل التميع والتفريط .. ولو وُجِدَت الحكمة، وأفسح لها الطريق لتعمل عملها .. كان بالإمكان تفادي خطر وشر مذهبي الإفراط والتفريط معاً .. ولخطت تونس أشواطاً كبيرة نحو التقدم والازدهار على جميع المستويات .. القانونية والدستورية قبل غيرها .. ولكن أنَّى لضجيج وصخب الغلاة والجُّفاة معاً .. وتآمر المتآمرين على ثورات الشعوب الحرة .. أن يسمح للحكمة أن توجد .. وأن تعمل عملها العظيم .. وأن تعطي عطاءها المرجو .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

س58:  ما هو رأى فضيلتكم بجهاد جبهة النصرة و بالشيخ الجولاني خاصة بعد ظهوره عل قناة الجزيرة وقوله أنه يريد للإسلام أن يحكم و لا يريد أن يستأثر بالانفراد بحكم سوريا أو حتى بأي قرار يخص ساحة الجهاد؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. الأخوة في جبهة النصرة .. هم أبنائي، وإخواني .. يفرحني ما يفرحهم، ويسيئني ما يُسيئهم .. خطؤهم عزيز عليّ .. ثم أحياناً ــ بحكم تجربتي وخبرتي في هذه الحياة، وفي العمل الإسلامي بصورة عامة ــ أرى ما لا يرون .. فأجد أن لهم عليّ ــ كما غيرهم ــ حق النصيحة .. وإن كانت في بعض المواضع قاسية بعض الشيء؛ فهي من قبيل قساوة الوالد المحب، لولده الحبيب .. ثم أن القساوة ليست مرادة لذاتها ــ معاذ الله ــ وإنما هي ضرورية لغيرها .. ولو كان بالإمكان تفاديها، لتفاديناها!

وكنت مما نصحتهم به ــ ولا أزال ــ: أن يفكوا ارتباطهم بمسمى القاعدة .. إذ ليس من الحكمة، والمصلحة، والسياسة الشرعية .. أن نحمّل الثورة الشاميّة .. جهاد أهل الشام بكل فصائلهم .. أن نحمّل الشعب السوري المنكوب .. تبعات أعمال القاعدة ــ بغض النظر عن مدى صوابها من خطئها ــ في اليمن .. والصومال .. ونيجيريا .. والجزائر .. وأفغانستان .. والباكستان .. والعراق .. وفي الغرب .. والشرق .. والجنوب والشمال .. فنستعدي بذلك على الثورة الشامية مزيداً من الأمم، والشعوب والدول .. ومزيداً من الحصارات .. والعداوات العسكرية .. فنسدي بذلك خدمة عظيمة للطاغوت النصيري بشار الأسد وحلفائه الروافض من حيث ندري أو لا ندري.

الحكمة ــ وكذا السياسة الشرعيّة ــ تقتضي أن نخذّل عن الشام، وأهل الشام، وثورتهم وجهادهم .. مزيداً من الأعداء والعداوات .. والمعارك الجانبية .. والعالمية .. لا أن نزعّر عليهم دول العالَم كله .. ومزيداً من العداوت .. في وقت لم ينته أهل الشام من مواجهة العدو اللصيق والمحيط بهم من جهاتهم الأربع …!

الحكمة ــ وكذا السياسة الشرعيّة ــ تقتضي أن نخفف عن أهل الشام، وثورتهم .. نخفف عن الشعب السوري المنكوب، والمشرد، والجائع .. تلك الحصارات التي تحيط به من كل جانب .. لا أن نزيد على تلك الحصارات .. مزيداً من الحصارات والأطواق .. ونحن بمقدورنا أن نتفاداها!

ينبغي أن يرى منهم الشعب السوري .. أنهم يقدمون مصلحة الأهداف العامة العظيمة .. مصلحة الإسلام .. مصلحة الشعوب المسلمة .. مصلحة أهل الشام وثورتهم .. على مصلحة الحزب، والارتباط الحزبي!

هذه النصيحة إن لم يعملوا بها الآن ــ وقد تأخروا كثيراً ــ ولم يعرفوا قدرها .. سيعملون بها لاحقاً .. ويعرفون قيمتها لاحقاً .. ولكن بعد فوات الأوان .. وبعد أن يكون قد حصل مزيداً من الضرر .. ويقع الندم، ولات حين مندم!

 

س59:  ما هو رأي فضيلتكم في ما أفتى به الشيخ سعد الشثري من كون تنظيم الدولة الإسلامية ملاحدة و انهم أكفر من اليهود و النصارى؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا غلو في الاتجاه المقابل .. نرفضه وننكره!

 

س60: لا شك أن نقدكم للمجاهدين والمسلمين أفراداً أو جماعات ظاهرة صحية فهي بمثابة مقص الرقيب وتفعيل لمبدأ المعارضة الهادفة التي تمارس دور الرقابة على الأمة، سؤالي شيخي الفاضل يلاحظ أن هناك من لا يأخذ منكم إلا نقدكم لتصفية حساباته مع الجهة التي وجه لها النقد، فما هو توجيهك شيخنا الفاضل لمثل هؤلاء؟ 

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا الفريق من الناس الذي يقتات بالمتشابه من أقوال وكلام أهل العلم .. ويأخذ منه ما يناسبه .. ويرد ما لا يناسبه .. ليروي غليله وهواه وحسب .. كان موجوداً من قبل، ولا يزال .. لا قدرة لنا على إلغائه من الوجود .. وحسبنا أننا نرفضه .. ونحذر منه .. ومن أسلوبه .. ونبرأ إلى الله تعالى منه، ومن عمله.

نعم؛ مُطالب منّا .. ومن غيرنا .. أن يكون كلامنا محكماً ما أمكن .. وأن نقلل المتشابه من الكلام ما أمكن .. لنضيق الحصار والخناق على هذا الفريق من الناس .. ونجفف له مصادر غذائه .. التي بها يقتات لنصرة أهوائه وأغراضه .. ما أمكن .. والله المستعان.

س61:  عندما يضع نظام ما دستوراً لا يقر بحاكمية الشريعة ثم يعرضه على الشعب كي يقول كلمته فيه عبر التصويت بـ”نعم” أو “لا”، فهل التصويت بـ “لا ” إثم؟

حيث يقول عدد من الرافضين للتصويت أن حتى التصويت بلا هو قبول ضمني بنتيجة التصويت و إن جاءت بالإيجاب؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا أمر متشابه للبت فيه لا بد من النظر إلى الباعث والقصد، فمن كان باعثه وقصده من المشاركة أن الأمر قابل للاختيار، يجوز فيه الاختيار .. يجب الرضى بنتيجة التصويت الموافقة للأكثرية أياً كانت النتيجة .. والأكثرية هي الحكم في ذلك .. فهذا خطأ .. وصاحبه على خطر عظيم في دينه.

ومن كان باعثه على المشاركة إنكار المنكر .. وأن هذا الأمر المعروض على الناس منكر .. لا بد من أن يُنكَر، ويُقال له: لا .. فقال له: لا … فهذا باعث حسن لا حرج فيه، وصاحبه له أجر.

س62:  سؤال يتعلق بخصوص حذف المقالات والمداخلات من المواقع التي نشرف عليها ..

الحمد لله رب العالمين. الأخ أبو معاذ الحمداني .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد.

أراك قد توسعت في الإنكار علينا: لماذا تُحذَف مشاركاتك، ومداخلاتك، وأسئلتك من صفحتنا، وموقعنا .. فأقول لك:

عندما تُعرَض علينا مداخلة أو مقالة يقولني صاحبها ما لم أقل، ويُحمّل كلماتي سوء فهمه .. وسوء نيته وقصده .. ويشهر ويطعن بنا في المنتديات وصفحات الانترنت .. وحيثما حط رحله وأقام .. بقبيح العبارات .. وكأنه فُكّ من عقال .. وهو كان قبل ذلك الأخ الحبيب، والتلميذ المصطفى والمقرب .. أعطيه من وقتي وجهدي ما لم أعطه لولدي .. وأقبل عليه وعلى أسئلته ما لم أقبل على ولدي .. ثم بدا له مني كلمات .. أو موقف نحو جماعة الدولة لم يرق له .. ولم يحسن تفهمه وتفسيره .. فانقلب عليّ كل الانقلاب .. وتغير عليّ كل التغير ..؟!

حتى في هذا المنتدى ” حنين “، لك المشاركات القديمة، والحديثة .. التي تدلل على الوجهين، وعلى الموقفين لك .. وعلى صحة ما أشرت إليه أعلاه!

هذا مثلك، معي ..!

فكيف تلومني بعد ذلك .. يا أبا معاذ الحمداني .. عندما لم أُقبل على مداخلاتك وكلماتك المتحاملة الظالمة .. أو لا أسمح أن تنشر في صفحتي؟!

إن تركتها ولم أرد عليها ــ وفي كثير من الأوقات لا أملك الوقت للرد عليها ــ ظننت نفسك أنك على حق، وأنك ألقمت ــ من كنت تعتبره شيخك وأستاذك ــ الحجة .. وأنك أتيته بقاصمة الظهر .. وما أتيت بشيء!

أتفهّم يا أبا معاذ الحمداني .. أن تخالفني في مسألة .. ومسائل .. أو في موقف ومواقف .. لكن لا أتفهم هذا التغير الشديد، والانقلاب العنيف .. هذا الفجور في الخصومة .. الذي هو أقرب للغدر بكل معاني الوفاء، وفاء التلميذ لمعلمه .. على الأقل، كما كنت تعتبرني ..!

قد أطلت وتطاولت وفجرت في خصومتي .. وأنا صامت .. لم أتكلم كلمة واحدة جارحة بحقك .. عملاً بمبدأ وخلق ” الهجر الجميل ” ..!

تعيرني بنصرتي للجهاد الشامي .. بأنه تحزب وطني .. وتعصب لسوريا .. وأنني قد غفلت عن نصرة المسلمين في العالَم .. بعد الثورة الشامية المباركة .. ونشوب الجهاد الشامي .. وأنني بسبب ذلك قد غيرت، وبدلت؟!

وهذا من سوء ظنك بأخيك .. وأراك تناديني مراراً، وتكراراً أن عد إلينا .. وكأنني في نصرتي للجهاد الشامي وأهل الشام ــ على أهميته وعظمته ــ قد ارتددت عن ديني .. فتذكرني بذلك الغلام الخارجي وكان في الشق الذي مع الخوارج .. يُقاتل معهم .. فناداه الناس ــ وكان اسمه فيروزاً ــ: يا فيروز! يا فيروز! هذا الصحابي عبد الله بن أبي أوفى ــ وهو في الشق الآخر مع علي بن أبي طالب وصحبه .. ينادونه ليلتحق به ــ فقال فيروز: نِعم الرجل لو هاجر! ــ أي لو هاجر إلى الشِّق الذي فيه الخوارج! ــ قال عبد الله: ما يقول عدو الله؟! فقيل له: يقول نعم الرجل لو هاجر! فقال: أ هجرة بعد هجرتي مع رسول الله؟! وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” طوبى لمن قتلهم وقتلوه “.

يا أبا معاذ .. في ديننا شيء اسمه [ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ]الأعراف:199. وشيء اسمه:[ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ]الفرقان:72.

فليس كل إعراض .. وكل مرور كرام على لغوٍ كلغوك .. هو من الكبر والتعالي .. كما تفسره!

أنت من العراق .. وأنا أرتضي حكم إخواني العراقيين في هذا المنتدى المبارك .. إن كانوا يرون من الوفاء .. وفاء التلميذ لمعلمه وأستاذه .. أن يصنع معه ما صنعت معي .. لأسجل اعتذاري على الفور.

والسلام عليكم ورحمة الله ….

 

س63:  كنت أقرأ مقالة للشيخ حسين بن محمود، فوقفت عند قوله:” حينما تقصف الدول الكافرة أعراس المسلمين وبيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومخابزهم وأماكن تجمعاتهم بالقنابل العنقودية والفوسفورية والجرثومية والنووية المصغّرة فإن جميع القتلى – من الرجال والنساء – يكونون من الإرهابيين، أو مشاريع إرهاب إن كانوا أطفالاً، أما إذا قتل المجاهدون رجلاً صليبياً حربياً بالسكّين فلا يمكن أن يكون إلا صحفي أو عامل إغاثة أو متعاطفاً مع قضايا المسلمين، فالرجل الأمريكي والبريطاني يدخل حدود “الدولة الإسلامية” بلا عهد ولا أمان لعلمه بوسطية وسلمية و”غانديّة” و”ماندلّيّة” الدولة الإسلامية !! لعل هذا الغربي جاهل بفتاوى مشايخه (كيري وأوباما وبراون) ، ولعله يكون معذوراً بالجهل ، والجاهل يُعلّم ، لكن المشكلة أن منهج التعليم عند “الدولة الإسلامية” بدائي لم يرق إلى مستوى الدول المتحضرة ، فمنهج “السكين” البدائي المتخّلف لا يمكن مقارنته بالعنقودي والجرثومي والنووي المتحضّر “ا- هـ.

السؤال الذي يطرح نفسه يا شيخ .. أنت قلت في أجوبتك بان هؤلاء الصحفيين قد دخلوا بعهد أمان للشام … هل من الممكن يا شيخ أن توضح لنا ممن أخذ عهد الأمان؟ وهل عهد الأمان يأخذ من افراد أم من ولي امر المسلمين ….؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. قد أجبت عن نحو سؤالك مراراً .. وكتبت في المسألة كتاباً مستقلاً، سميته ” الاستحلال “، أنت من أعرف الناس به .. وأكتفي هنا بأن أقتبس جواب ورد الأخ ” كامليون “، عليك .. هذا الأخ الحر .. الذي لم يبع عقله للآخرين، ولم يسمح لأحدٍ أن يسلبه حقاً وهبه الله إياه .. فرد عليك بقوله:” سوريا والعراق أراضي وقف إسلامي وليس مزرعة ورثها البغدادي عن أبيه، ما يسمى الدولة الإسلامية توجد في عقول أنصارها لا يُلزم أحد بأخذ الأمان منهم، هم محتلون لهذه الأرض تماما كالروافض تماما كالنظام في سوريا، الأمان يأخذه الناس من المسلمين، نحن أصحاب هذه الأرض ونحن من نعطي الامان للصحفيين لتغطيه فظائع النظام السوري، ونعطي الأمان لعمال الإغاثة لدعم المهجرين بعد أن تخلى عنهم من يسمون حكام المسلمين، الذين يصرفون أموال البترول على الخمارات والعاهرات … تنظيم الدولة لا ولاية له على أحد و لم يوكله أحد ليتكلم باسمنا نحن المسلمين، ولا أن يعطي الأمان و ينزعه باسمنا .. تبرير القتل والسلخ والنحر بحجج واهيه ولصقها بالإسلام والمسلمين، ينم عن ساديه تحتاج لجيش من علماء النفس لتفسيرها .. انتهى كلامه، جزاه الهم خيراً.

وأزيد فأقول: هذا الكلام المقتبس للشيخ حسين بن محمود .. لا يليق به .. لا يليق بالشيخ هذا الأسلوب .. فمتى كانت الجريمة ــ في ديننا ــ تبرر الجريمة .. والخطأ يبرر الخطأ .. كما ننكر جرائم الصليبيين، والصهاينة اليهود بحق المسلمين .. وحق غيرهم .. كذلك ننكر الجرائم لو صدرت من جهة أحدٍ من المسلمين .. وهذا من تمام العدل الذي أمرنا الله به، كما قال تعالى:[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ]المائدة:8.

وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” انصر أخاكَ ظالماً أو مظلوماً “، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ ، أنصرُه إذا كان مظلوماً، أفرأيتَ إذا كان ظالماً كيف أنصرُه؟ قال:” تحجِزُه، أو تمنعُه، من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه “. وفي رواية:” تأخذ فوق يديه ” البخاري. فأين الشيخ حسين، وكلماته من هذا التوجيه النبوي العظيم ..؟!

س64:  على الرغم من وضوح موقفكم من الدولة الاسلامية، وإذا ما عملنا مقارنة بين ما قامت به الدولة وتقوم به من جهة، وما تقوم به الحكومات المتعاقبة في العراق مدعومة بالميليشيات الشيعة من قتل وتدمير وتغيير في مناهج الدراسة في العراق وتغيير في ديمغرافية البلد من اعتقالات وقتل وتهجير، أليست الدولة الاسلامية أفضل لأهل السنة في العراق. علماً أن بقية الفصائل العراقية المقاتلة لا تملك قوة وامكانية الدولة الاسلامية حتى نقول أنها البديل؟

الجواب: الحمد لهم رب العالمين. قلنا، ونقول: الخوارج على ما يؤخذ عليهم، فهم أقرب لأهل السنة والجماعة من الروافض الأشرار .. وأقل شراً .. ولكن لماذا هذا الخيار، والاختيار دائماً للمسلمين .. ليس لهم إلا أن يختاروا أحد الشرين .. إما الشيعة الروافض، والنصيرية الفجار، وأنظمتهم المجرمة .. وإما الخوارج الأشرار السفهاء ..؟!

إلى متى سنظل نعيش بين سيفين: سيف الروافض الفجار .. وسيف الخوارج الأشرار ..؟!

ألا يحق للمسلمين ــ بعد أكثر من مائة سنة من الجهاد والبلاء والتيه في الأرض وطول عناء ــ أن يطالبوا بدولة يعيشون في ظلها عدل ورقي ورحمة الإسلام .. أم أن قدرهم دائماً إما الروافض والنصيرية .. وإما الخوارج ..؟!

أرجو أن نتحلى بالطموح ــ كما يريد منا ديننا الحنيف ــ الذي يمكننا من العيش في ظل دولة إسلامية عادلة راشدة، تعطي كل ذي حق حقه من غير بغي ولا عدوان، ولا ظلم …!

وبالانتهاء من الجواب عن هذا السؤال .. ينتهي ــ بفضل الله تعالى ومنه وكرمه وتوفيقه ــ هذا الحوار مع الأخوة أعضاء ورواد منتديات شبكة حنين ــ جزى الله القائمين عليها، عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ــ وكان ذلك صباح يوم الاثنين، بتاريخ 27/11/1435 هـ. الموافق 22/9/2014.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.