موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

صرة العلماء العاملين المبتلين في سجون الطواغيت

0 287

س688: هذا السؤال يتبع لسؤالي السابق عن ما تنصحون به أبناء الجزيرة العربية، لتوظيف الأحداث الحاصلة والاستفادة منها بشكل أفضل. وسؤالي هو: كيف ننصر شيوخنا وعلماءنا الذين كان لهم موقف مشرف في نصرة المجاهدين، وقد حوربوا من الحكومة السعودية، فهم بين قتيل وأسير؟؟
إذا حاول أحد المشايخ تهدئة الأوضاع، يبين أن هذا الوقت ليس وقت جهاد بل وقت إعداد .. تسلطت عليهم ألسنة الشباب، بوصفهم بالمخذلين، وبعضهم يزيد على ذلك فيرميهم  بالنفاق والعمالة .. ولا أظنه يخفى عليكم ما يقوله بعض الشباب عن الشيخ سفر الحوالي وسلمان العودة وغيرهم .. وإذا تكلم أحد العلماء بكلام أعجب هؤلاء الشباب المتحمس، رأيتهم يرحبون بهذا العالم ويجلونه ويقدرونه، وما أن يظهر غضب الحكومة، وتبدأ في ظلمها وبطشها، حتى تكتشف أن هؤلاء الشباب ما هم إلا ظاهرة صوتية فقط .. فسؤالي هنا: هو عن كيفية تحويل هذه الظاهرة الصوتية إلى حقيقة ظاهرة وفعالة، فننصر بها من ظُلم من العلماء، ونشجع غيرهم من أهل العلم بإظهار أننا مستعدين للجهاد؟؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. نصرة العلماء العاملين المبتلين في سجون الطواغيت، ينبغي أن تكون بجميع الوسائل الممكنة والمتاحة التي تُسرع من خروجهم .. تكون بالتكتل حولهم؛ فالطاغوت إذا علم أن للعالم أتباع وشباب لا يتخلون عنه وعن منهجه في لحظات الشدة يحسب مائة حساب قبل أن يتجرأ على النيل منه .. ويكون كذلك بنشر علمهم وكلماتهم، وكتبهم .. والدعاء لهم .. وبمواساة أهاليهم والنظر في حاجياتهم إن كانوا من ذوي الحاجة أم لا.
إنه لمحزن حقاً أن يتجمع الشباب حول العالم في ظروف الرخاء والسمر، وفي الشدة ينفرون عنه، وكأنهم يقولون له إنَّا منك ومن عملك برآء .. فهذا المسلك لا شك أنه يؤثر على معنويات العالم، كما يؤثر على عطائه وقوة صدعه بالحق، ويجعله يفكر بعواقب الكلمة ألف مرة في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة إلى كلمته!
أنصح نفسي وإخواني بالاعتدال في الحب والبغض، من غير إفراط ولا تفريط،  كما في الحديث:” أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما “.
كما أنصحهم ونفسي بالعدل والإنصاف وبخاصة عند حصول الخلاف والخصام، كما قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة:8.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.