موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

دفع فواتير المياة للجهات المختصة

0 281

س1013: لقد أشكل علينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث الأمراء الذين يؤخرون الصلاة ويستعملون شرار الناس؛ قال النبي لا تكون شرطياً ولا عريفاً وجابياً أو كما قال صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث عن الأمير الظالم فكيف والحاكم كما تعرف في بلدنا .. فكيف نفسر هذا الحديث يرحمك الله  .. حيث يوجد عندنا بعض الشباب يقولون لنا هذا العمل غير مشروع ولا يجوز إعطاء الشركة قيمة المياه ولا غير ذلك أرجو منكم شرح هذا الحديث بشكل واضح لكي يتمكن المسلم من السير على المنهج الصحيح بدون غلو في هذا الدين العظيم؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. قوله صلى الله عليه وسلم:” ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفاً، ولا شرطياً، ولا جابياً، ولا خازناً “. يُحمل على من يكون عمله عندهم في شيء مما تقدم ذكره في الحديث عوناً لهم على الظلم، وهو بعمله عندهم لا محالة واقع في ظلم العباد .. أما من كان في عمله عندهم في شيء مما تقدم ذكره في الحديث مصلحة راجحة لعموم المسلمين لا تتحصل إلا به فالحديث لا يطاله ولا يعنيه، وإنما يدخل تحت نصوص وقواعد شرعية أخرى تحض على جلب المصالح ودفع المفاسد.
          فإن عُلم هذا الذي تقدم، أقول: الجابي الوارد ذكره في الحديث هو الذي يجبي أموال الزكاة، وأموال الجزية ممن تجب عليهم من الرعية .. ولمَّا هذا الوالي الظالم قد لا يتورع من أن يلزم عماله بالظلم والتعدي ومجاوزة الحق .. وربما مطالبتهم بجباية المكوس والضرائب من الناس .. نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن العمل عنده جابياً .. ولكن هذا شيء .. ودفع فاتورة المياه أو الكهرباء للجهة أو الشركة التي تستحقها شيء آخر لا ينبغي الخلط بينهما، والله تعالى أعلم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.