الجمع بين الغلظة على الكافرين وبين حسن الخلق
س1046: كيف يمكن الجمع بين الغلظة على الكافرين وبين حسن الخلق في المعاملات, بين أن بعض الناس يحتج على من يسمونهم التكفيريين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حسن الخلق مع الكفار وأنه بكى على نفس يهودي فلتت منه ولم تسلم وأنه كان يزيل أذى جاره اليهودي, إلى غيرها من الحوادث التي تبين حسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام, فيحتج عليهم أنه لم يكن غليظاً وغيرها من الاحتجاجات, فسؤالي هو متى يظهر المسلم العداوة والبغضاء ومتى يظهر حسن الخلق؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. حسن الخلق والرقي في التعامل يجب أن يكون في جميع الأحوال والتقلبات، وجميع الساحات؛ ساحات الحرب والسلم والعهد سواء.
أما إن كان مرادك متى نظهر الشدة والغلظة ومتى نظهر الرفق والإحسان على الآخرين من غير المسلمين ..؟
أقول: في ساحات القتال والحرب وميادينه ينبغي على المسلم أن يظهر الشجاعة والشدة والغلظة على الآخرين المحاربين، وعلى هذه الساحات تُحمل النصوص الشرعية التي تحض على الشدة والغلظة على الكافرين المحاربين، بينما في ساحات العهد والأمان، التي يكون فيها للكافر ذمة وعهداً عند المسلمين .. فهنا ينبغي على المسلم أن يظهر الرفق والإحسان في التعامل مع الآخرين ممن هم في ذمة أو عهد وأمانٍ مع المسلمين .. وعلى هذه الساحات والميادين تُحمل جميع النصوص الشرعية التي تدعو إلى الرفق والإحسان عند التعامل مع الآخرين، والله تعالى أعلم.