تعلم المرأة على يد الشيوخ الرجال
س393: أنا فتاة أرتدي الخمار الشرعي بفضل الله، بدأت بتعلم القراءات القرآنية على يد الشيوخ المجازين بالإقراء للقراءات العشر المتواترة من شيخ القراء في الديار المصرية، وقد أتممت بحمد الله القراءة الأولى: ورش عن نافع، حيث قرأت القرآن من أوله إلى آخره أمام الشيخ مع العلم بأن العلماء أجازوا لي ذلك لكني أشعر بعدم الراحة لإكمال القراءات المتبقية .. وأشعر بأنني ارتكبت إثماً .. فلا أدري بماذا تنصحوني .. وجزيتم خيراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. علم القراءات وما يتعلق بها من أحكام كبقية العلوم الشرعية التي يجب تعلمها على الرجال والنساء سواء .. على تفصيل معروف يبين الواجب العيني من الكفائي مما يجب تعلمه.
لذا لا نرى مانعاً من تعلم بقية القراءات وفق الشروط التالية:
1- أن يكون تعلمك للقراءات مع مجموعة من الأخوات .. وليس بمفردك .. ولتجنب حصول الخلوة.
2- عدم وجود من يعلمك هذا العلم من النساء أو المحارم .. فإذا وجد من النساء أو المحارم من يقدر على تعليمك هذا العلم لا يجوز لك حينئذٍ أن تطلبيه عند الشيخ ..!
3- عدم الخضوع في القول عند الحديث أو عند التلاوة ..!
4- غض الطرف والبصر ما أمكن ..!
5- أن يكون الشيخ معروفاً بالتقوى والصلاح والاستقامة ..!
6- أن تعقدي النية على تعليم أخواتك من النساء .. لتريحينهن من تكرار وخوض التجربة التي تمرين بها ..!
فإن قلتي:لماذا هذا الشرط الأخير ..؟
أقول:لأن الواجب يسقط عنك بتعلم قراءة واحدة .. ولا يوجد لك مبرر للتوسع في هذا العلم، وخوض التجربة التي أنت فيها .. سوى أن تكفي أخواتك المؤمنات مؤنة ما تقومين به الآن .. والله تعالى أعلم.
بهذه الشروط مجتمعة نجيز لك التعلم عند الشيخ .. وإلا فلا ..!
ثم بعد كل ذلك نقول لك: استفتي نفسك ولو أفتاك المفتون .. دعي ما يُريبك إلى ما لا يُريبك .. فإن وجدتي نفسك أنك لست كفأ لهذه التجربة .. وأن شعور الإثم والوزر يُلاحقك .. فالترك حينئذٍ بحقك أولى، والله تعالى أعلم.