موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

أيهما أفضل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أم سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام

0 349
          س649: وردنا السؤال التالي على موقعنا ” هداية الحيارى “: من هو أعظم في القرآن؛ المسيح عليه السلام أم محمد صلى الله عليه وسلم .. نرجو الإجابة، وجزاكم الله خير الجزاء ؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. فقد وردت الأدلة بأن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم وغيره، قال صلى الله عليه وسلم:” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقَّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشَفَّعٍ “. وفي حديث الشفاعة المتفق عليه:” أنا سيد الناس يوم القيامة “. وقال صلى الله عليه وسلم:” أنا سيد ولد آدم ولا فخر“.
          فهذه الأحاديث وغيرها تفيد بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق، وخيرهم، وأفضلهم .. وهذا لا بد من القول به قولاً عاماً نزولاً عند العمل بدلالات النصوص الشرعية.
          وقولي قولاً عاماً؛ أعني به أن المفاضلة عندما تكون بين الأنبياء والرسل ينبغي أن تكون على وجه العموم لا التعيين؛ فنقول: محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وسيد وخير ولد آدم، ولا نقول محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأعظم من عيسى عليه السلام أو من موسى عليه السلام أو من إبراهيم عليه السلام أو غيرهم من الأنبياء والرسل، وذلك لأسباب ثلاثة:
          أولاً: لورود الأحاديث التي تفيد التفضيل العام والمفاضلة العامة لا الخاصة على وجه التعيين كما هو مثبت أعلاه.
          ثانياً: لورود الأحاديث التي تنهى عن المفاضلة بين الأنبياء والرسل على وجه التعيين والتخصيص ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه:” لا تفضلوني على موسى “. وقال صلى الله عليه وسلم:” لا تفضلوا بين أنبياء الله ” متفق عليه. وفي رواية:” لا تخيروا بين الأنبياء “.
          ثالثاً: أن إجراء المفاضلة بين أعيان الأنبياء والرسل؛ كأن يُقال هذا النبي أفضل من ذاك النبي ونحو ذلك فإنه يشعر بالانتقاص من قدر النبي المفضول .. وهذا لا ينبغي ولا يليق.
          لأجل هذه الأوجه الثلاثة قلنا بفضل نبينا صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق تفضيلاً عاماً .. ونهينا عن إجراء التفضيل الخاص والمعين بين الأنبياء تأدباً مع أنبياء الله تعالى وتعظيماً لهم .. وإذا عُلم ذلك علم أن السؤال بصيغته الواردة أعلاه خطأ لا ينبغي ولا يجوز، والله تعالى أعلم.
          فإن قيل:نحن طلبنا منك ” في القرآن ” كما هو وارد في السؤال، وليس في السنة أو الحديث ..؟!

          أقول: كل ما هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، فقد دل القرآن على العمل به، كما في قوله تعالى:) وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر:7. 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.