موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

شبهات وردود

0 264

س991: ناقشتُ بعض النصارى في قضية خطيئة آدم عليه الصلاة والسلام وقلت له كيف تلحق بنا هذه الخطيئة ونحاسب عليها ونحن لم نقترفها فقال لي أليس القرآن يقول:) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً (   فكتابكم ـ بنص هذه الآية ـ يقول إن آدم وبنيه عوقبوا بأن أنزلوا من الجنة جميعاً رغم أن آدم عليه الصلاة والسلام هو فقط من ارتكب الخطيئة .. وجزيتم خيراً؟    

الجواب: الحمد لله رب العالمين.ما دام صاحبك النصراني يستدل بآيات من القرآن الكريم ويحتكم إليها .. ألم يقرأ قوله تعالى:) وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (الأنعام:16. وقوله تعالى:) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة:37. فكيف يتوب الرب سبحانه وتعالى عليه ثم يُعاقبه ويُعاقب ذريته على ما تاب عليه ..؟!
فإن قيل: علام إذاً أمره بالهبوط إلى الأرض ..؟!
أقول: للبلاء والتمحيص .. ولإظهار كثير من معاني العبادة التي لا تتحقق إلا بهذا الهبوط .. والتي منها الاستخلاف في الأرض وإعمارها بالخير وبما ينفع الناس .. ومنها تدافع الحق مع الباطل، كما قل تعالى:) وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (البقرة:36. فقوله ) بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ( أي آدم عليه الصلاة والسلام وذريته، والشيطان وذريته ومن دخل في حزبه من شياطين الإنس .. وهناك حِكَم أخرى معلومة ومبسوطة في كتب التفسير وغيرها .. وحكم أخرى مما لا يعلمها إلا الله تعالى .. فمن الله تعالى الحُكم وعلينا الرضى والتسليم، والإيمان بأن الله تعالى لا يصدر عنه إلا العدل المطلق، والخير المطلق، والحكمة المطلقة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.