موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

من يُقتل في الجهاد قصداً وعمن يُقتل تبعاً لا قصداً

0 326

س934: قد كثر الكلام عمن يُقتل في الجهاد قصداً وعمن يُقتل تبعاً لا قصداً ممن لا يجوز قصده في القتال والجهاد .. وقد أشكل علينا الفرق بينهما لاختلاطهما في كثير من الأحيان .. فهلاَّ بينتم لنا ـ يا شيخنا ـ صفة القتل تبعاً لا قصداً .. ومتى يكون القتل قصداً ومتى يكون تبعاً؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. دلت النصوص الشرعية أن هناك أصنافاً من الناس قد صان الشرع حرماتهم في أجواء الحرب والقتال؛ لا يجوز قصدها في أي نوع من أنواع الأذى والاعتداء، من هذه الأصناف: المسلم، ومن غير المسلمين المعاهد المستأمن، وكذلك الرسل، والشيخ الكبير، والمرأة، والأطفال ونحوهم ممن لا شأن لهم ولا رأي في شؤون الحرب والقتال.
وهؤلاء إذ لا يجوز قصدهم في القتل أو القتال .. أو أي نوع من أنواع الأذى والاعتداء .. قد يُصابون من نار الحرب والقتال تبعاً لا قصداً في حالات، تلك صفاتها:
1- عندما يتترس العدو الغازي بمسلم أو بمن صان الشرع دمهم من غير المسلمين، ثم لا يمكن رد عدوانه عن الحرمات والأوطان إلا من خلال قتل من تترس بهم من الأبرياء .. وكان قتلهم أهون وأخف ضرراً من ترك العدو وعدوانه .. فهؤلاء لو قتلوا فيقتلون تبعاً لا قصداً.
2- عندما يتترس العدو في حصنٍ أو قلعة أو مستوطنة محصنة .. يتعثر فتحها فيرمى  بالمدافع والراجمات ونحوها .. ففي هذه الحالة لو أصيب بريء مقيم معهم .. يكون قد أصيب تبعاً لا قصداً.
3- وكذلك عند قتال الجبهات ونشوب الحرب بين دار الإسلام ودار الحرب والكفر .. وحصول القصف عن بعد .. وكذلك من خلال قصف الطائرات ونحوها .. وقد يكون في دار الحرب والكفر مسلمين مقيمين فيها .. وغيرهم من الأبرياء .. فهؤلاء لو أصيبوا بنيران المجاهدين يُقال أنهم أصيبوا تبعاً لا قصداً .. وكل يُبعث يوم القيامة على نيته.
4- وكذلك عندما يُكمن لطاغوت من الطواغيت .. وتؤخذ كل الاحتياطات الممكنة على أن لا يُصاب بريء .. وعند لحظة التنفيذ وفي مكانه يظهر فجأة بريء .. فيُصاب .. فهذا كذلك يُقال أنه أصيب تبعاً لا قصداً.
5- كذلك حصول الخطأ الممكن في الرماية .. فتنحرف القذيفة عن مجراها المحدد لها عن غير قصد من راميها .. فلو قُتل بها بريء .. يُقال كذلك أنه قُتل تبعاً لا قصداً.
وما سوى هذه الحالات الآنفة الذكر فأيما بريء يُصاب في الحرب فهو يُصاب قصداً لا تبعاً مهما زُعم خلاف ذلك؛ فهذا الذي يتعمد تفجير عمارة بكاملها من أجل كافر محارب مقيم فيها مع علمه المسبق أن هذه العمارة مليئة بالمسلمين والأبرياء .. فهو يتعمد ويقصد قتلهم .. ويبوء بوزرهم وإثمهم .. وإن زعم بلسانه أنه لا يقصدهم وإنما يقصد ذلك الكافر المقيم في تلك العمارة .. فهذا لا يمكن أن يُقبل منه مهما كانت مقاصده وغاياته شريفة .. ونحوه من يضع قنبلة بجوار مدرسة للأطفال من أجل قتل كافر محارب، وهو يعلم مسبقاً أن هذه القنبلة ستؤدي إلى قتل وإصابة أطفال المدرسة .. فهؤلاء لو أصيبوا أو قتلوا .. يكون قد قتلهم عمداً متعمداً .. ويبوء بوزرهم وإثمهم .. مهما زعم بلسانه أنه غير قاصد لهم؛ لأن فعله يكذب لسانه، وهو أصدق برهاناً من بيان اللسان .. أقول ذلك: لأنني ألحظ توسعاً في الأمر غير مبرر لا بد من ضبطه بميزان الشرع وأحكامه .. والرجوع إلى الحق فضيلة، وهو من شيم وأخلاق المجاهدين المخلصين ] وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.