موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

التربية أولاً أم الجهاد؟

0 383

س592: قد كثر الكلام عن التربية والجهاد كطريقين ومنهجين متعاكسين متنافرين، كما كثر الكلام عن مسألة: التربية أولاً أم الجهاد .. نرجو توضيح المسألة من طرفكم وبيان وجهة الحق فيما اختلف فيه .. وجزاكم الله خيراً؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا تعارض بين التربية والجهاد، كما لا ينبغي أن يُعد أحدهما مانعاً للآخر .. فتربية النفس عملية هامة لا تتوقف .. وهي مستمرة من المهد إلى اللحد .. تواكب جميع الأطوار والمواقف التي يمر بها المرء .. وخير ميادين التربية وإثقال النفس بمعاني العزة والإيمان هي ساحات الجهاد في سبيل الله ..!
وكذلك لا تعارض بين الجهاد في سبيل الله والقيام بالواجبات والحقوق الشرعية الأخرى .. فالمسلم القوي هو الذي يعطي كل ذي حقٍّ حقه من غير تقصير ولا جنوحٍ إلى إفراط ولا تفريط .. أما هؤلاء الذين يريدون أن تتوقف الحياة .. ويتوقف التزاوج والإنجاب .. ويتوقف كل عطاء وبناء من أجل الجهاد .. فإنهم لم يفقهوا طبيعة هذا الدين بعد .. ولا أهداف وغايات الجهاد .. ولم يقرؤوا كلمات القرآن والسنة على مراد الله ورسوله!
          يعجبني ذلك الشيخ الزاهد المجاهد .. وهو في ساحات القتال .. وتحت القصف .. والموت يُطارده ويُلاحقه من كل حدب وصوب .. ومع ذلك يُعرس على أربعة من النساء .. عسى أن يأتي من صلبه من يوحد الله .. ويرثه في الجهاد .. ويحمل الراية من بعده!
وكذلك أولئك الذين يرفعون شعار التربية أو التربية والتصفية أولاً كمانع  من القيام بواجب الجهاد في سبيل الله .. وغيره من الواجبات الشرعية .. وكعقبة كأداء أمام الحركات الجهادية .. وعملية التغيير ..  فهم كذلك لم يفقهوا طبيعة هذا الدين .. وكلمتهم الثقيلة هذه  التي تخرج من أفواههم: كلمة باطلة مزخرفة بغشاوة من الحق يُراد بها ـ في كثير من الأحيان ـ باطل .. والهروب من الواجب .. ولا أدل على ذلك من نفوسهم المريضة المهزومة ذاتها .. فلا هم تربوا ولا هم ربُّوا .. وصفُّوا .. وأحوالهم ـ بسببٍ من عند أنفسهم ـ تنتقل من سوء إلى أسوأ .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.