موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

حكم ترك الجهاد المتعين مع القدرة عليه

0 251

س268: ما هو حكم الامتناع عن الجهاد فرض العين .. لقد نشرت على الشبكة منذ شهور فتوى لأحد العلماء الأفاضل الشيخ ” حمود بن عقلاء الشعيبي ” من أهل الجزيرة بأن تارك الجهاد العين كافر، وهذا نصها:” ترك الجهاد كفر لقوله صلى الله عليه وسلم:”حتى تراجعوا دينكم ” فهذا يدل على أن ترك الجهاد كفر والعياذ بالله، ثم إن الأمة إذا تركت الجهاد وأعرضت عنه وتركت الأعداء يعيثون في بلاد المسلمين الفساد ثم لم تقم ولم تجاهد فهؤلاء خرجوا عن دينهم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” حتى يراجعوا دينهم  ..” انتهى كلام الشيخ. فما هو الحكم الصحيح فيمن علم أن الجهاد فرض عين عليه وكان يملك القدرة ثم رفض ..؟!

الجواب: الحمد لله رب العالمين. ترك الجهاد المتعين مع القدرة عليه قرينة قوية على النفاق .. وضعف الإيمان وفساده .. لكن لا أراه دليلاً مستقلاً وكافياً للتكفير .. ولا أعرف أحداً من السلف من كفر تارك الجهاد ..!
فالمسلم ـ كما جاء في الحديث ـ يجبن .. ولعله يكون جبنه هو الذي حمله على ترك الجهاد .. أو الفرار من الزحف .. ومن كان كذلك لا يجوز أن ننفي عنه الإيمان أو الإسلام.
وبالنسبة لفتوى شيخنا حمود بن عقلاء الشعيبي ـ رحمه الله ـ في حكم تارك الجهاد .. والواردة أعلاه .. فهي غريبة .. ولا أعرف للشيخ فيها سلف .. والله تعالى أعلم.
والحديث الذي استدل به الشيخ لا يُعتبر دليلاً محكماً في المسألة؛ إذ قوله صلى الله عليه وسلم:” حتى ترجعوا إلى دينكم ” يمكن تأويله على المعنى التالي: أي ترجعوا إلى دينكم رجوعاً صحيحاً وكاملاً .. فلا تنشغلوا بكذا .. وكذا .. عن الجهاد في سبيل الله .. والله تعالى أعلم.
وبإجماع أهل العلم فإن الفرار من الزحف يُعد كبيرة من الكبائر .. لا ترقى بصاحبها إلى درجة الكفر الأكبر .. والله تعالى أعلم. 
كما أن في قصة المتخلفين عن الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك دليل ظاهر على صرف الكفر عن تارك الجهاد المتعين مع القدرة عليه .. والله تعالى أعلم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.