موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

Untitled Post

0 375

س654: هل يجوز للدعاة وعلماء الإسلام الصيام عن الكلام في مثل هذه الظروف، وإذا سُئل أحدهم عن حكم الله في أمر الحرب أو السلم، فإنه يتهرب من الإجابة، وربما غضب على السائل؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. إذا تعين البيان لا، لا يجوز .. مع الإشارة إلى ضرورة مراعاة ظروف المشايخ والدعاة حيث أن جلهم يعيش في ظل أنظمة ديكتاتورية إرهابية تحسب عليهم كلماتهم وأنفاسهم .. وتراقب حركاتهم وسكناتهم .. فليس من الحكمة والسياسة ـ والحال هذا وصفه ـ إحراجهم بأسئلة صريحة يكفي فيها التلميح ومجرد الإشارة ..!
          فإن من الإخوان من يفهم مرادك .. ويعرف ما رميت إليه من كلامك لكنه يأبى عليك إلا أن تصرح له بالأسماء، والأعيان فرداً فرداً ..!
          أحيناً ليس من الحكمة ولا السياسة الشرعية أن يصرح الداعية بكلمات عديمات الأثر والتأثير ـ قد تُشبع فضول فرد أو فردين ـ تؤدي إلى استئصاله، وإنهاء دعوته ووجوده .. وهذا أمر لا بد للإخوان من أن يعرفوه، وأن يتنبهوا له، وبخاصة في هذه الظروف التي ألزمت على أحدنا أن يعيش في فم الوحش وبين أنيابه ومخالبه .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
          فقد صح في الأثر عن محمد بن الحنفية قال:” ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً، حتى يجعل الله فرجاً ومخرجاً “.
          ما تقدم لا أعني منه التبرير لمشايخ السلاطين الذين يدورون مع هوى الحكام، ويسخِّرون علمهم لخدمة عروش الطواغيت وأنظمتهم المهترئة .. فهؤلاء لا نعنيهم ونبرأ إلى الله تعالى منهم ومن أخلاقهم!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.