موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

الراية الإسلامية التي يجوز القتال تحتها

0 345

س613: ما هي الأوصاف التي تميز الراية الإسلامية التي يجب أو يجوز القتال تحتها، وما هو الحد الفاصل بينها وبين الراية العمية، وكيف نفرق بينهما .. حتى يكون قتالنا شرعياً وموتنا شهادة في سبيل الله .. وفقكم الله لكل خير وأنار بصيرتكم وثبتكم على الهدى ..؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الراية الإسلامية التي يجوز القتال في صفها وتحت رايتها هي الراية التي تنطلق لتحقيق هدف مشروع في سبيل الله، أما الراية التي تنطلق لغير ذلك، أو لهدف مشروع لكنه ليس في سبيل الله، أو في سبيل الله لكن الهدف غير مشروع كقتال الخوارج ونحوهم من المبتدعة الذين يُقاتلون على بدعتهم مع وجود الإخلاص .. فهذه الرايات كلها رايات عمية وجاهلية!
 كما أن وجود الفسقة والمنافقين في صفوف حملة الراية لا يسلب الراية صفتها الإسلامية ولا يمنع من الجهاد في ظلها ما دامت الكلمة فيها للمسلمين وأمرائهم، فقد صح في السنة أن الله تعالى لينصر الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم .. أما إن غلب على حملة الراية الكفرة المجرمين وكانت الكلمة لهم ولأمرائهم .. والنتائج ستصب في صالحهم .. فإن الراية حينئذٍ تفقد صفتها الإسلامية؛ لأنها بذلك تفقد الهدف المشروع التي انطلقت لأجله في سبيل الله.
هذا هو الأصل في المسألة مع ضرورة الانتباه إلى حصول بعض النوازل التي قد تختلط فيها الأوراق، ويضطر فيها المسلمون للمفاضلة والاختيار بين شرٍّ وشر .. فيضطروا لاختيار الأقل شراً وضرراً، كقتالهم مع الخوارج ضد من هم أشد منهم كفراً ومروقاً من الدين .. وضرراً على الدنيا والدين .. وهذا فقه معتبر قد تكلم عنه عدد من أهل العلم والفقه، والله تعالى أعلم. 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.