موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

أيهما أولى: رعاية الأهل أم الجهاد

0 301

س915: رجل وحيد في العائلة .. لكن أمه تعمل وكذلك أخته وهي غير متزوجة .. وله أخ في العاشرة من عمره .. وأخت صغيرة في سن الشابات .. فهل لهذا الرجل أن يذهب للجهاد العيني .. ويترك أهله .. سأل هذا الشخص أحد المشايخ هنا فقال له لا .. فماذا تقولون ..؟
وكذلك ما هي الحالات التي يجوز فيها التخلف عن جهاد الفرض .. مع توفر الاستطاعة على الخروج للجهاد .. بارك الله فيكم، وحفظكم الله؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. قد كثرت علي الأسئلة المشابهة لهذا السؤال، وعليه فأقول كلاماً عاماً، وكل امرئٍ أدرى بنفسه: إذا تعارض فرضان: فرض الجهاد .. وفرض الرعاية لمن تعول وترعى .. وتعسر الجمع بينهما .. نُظر في أيهما أكثر ضرورة وألح حاجة .. كما ويُنظر بالمصالح والمفاسد المترتبة من تقديم فرض على فرض، فيُعمل بأقلهما ضرراً وأكثرهما نفعاً ومصلحة.
فإذا كان نفير هذا الفرد للجهاد ضرورياً ـ وبخاصة عند مداهمة العدو لبلاد المسلمين ـ وسيكون عوناً وسبباً ظاهراً في دفع الأعداء عن البلاد وحرمات الإسلام والمسلمين .. قدَّم فرض الجهاد على فرض الرعاية .. وإن تحقق نوع ضرر بمن يرعى ويعول .. لأن المصلحة في النفير للجهاد هنا راجحة وعامة .. وإن كان نفيره للجهاد لا يُرجى منه المصلحة المرجوة .. قياساً لمصلحة دوام العناية والرعاية لمن يتعين عليه رعايتهم وحمايتهم من الرحم .. قدم فرض الرعاية والحماية لمن يعول ويرعى من الرحم .. لرجحان المصلحة والفائدة .. والله تعالى أعلم. 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.