موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

هل للكافر حسنات؟

0 399
س1118: قال ابن تيمية (4/360):” والنار دركات فإذا كان بعض الكفار عذابه أشد عذاباً من بعض ـ لكثرة سيئاته وقلة حسناته ـ كان الحساب لبيان مراتب العذاب ، لا لأجل دخولهم الجنة “ا- هـ. فهل يفهم من هذا القول أن الكافر له حسنات ..؟!

الجواب: الحمد لله رب العالمين. نعم يمكن للكافر أن تكون له حسنات مستوفات الشروط الشرعية .. ويكون كفره من جهات أخرى، لكن هذه الحسنات يجزى بها في الدنيا .. حتى إذا أفضى إلى آخرته لم تكن له حسنة يُجزى بها خيراً، كما في الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” إن الله عز وجل لا يظلم المؤمن حسنة، يُثاب عليها الرزق في الدنيا، و يجزى بها في الآخرة، و أما الكافر فيعطى بحسناته  ما عمل بها لله في الدنيا، فإذا لقي الله عز وجل يوم القيامة لم تكن له حسنة يعطى بها خيراً “.
ويُمكن أن يُقال كذلك: أن الكافر لا تبقى له حسنة يُعطى بها خيراً في الجنة .. لكن قد تنفعه في النار؛ إذ يكون ـ بسبب حسناته ـ أقل عذاباً من غيره ممن هم أكثر منه سيئات وأقل حسنات .. كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” أهون أهل النار عذابا أبو طالب؛ وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه ” مسلم.

وفي رواية: أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب. فقال:” لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار، يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه ” مسلم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.