موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

الحكم على الأعيان بالجنة أو النار

0 330

س939: ما حكم من يقول لا يجوز الحكم للإنسان المعين بالجنة أو النار وهل هذا على إطلاقه أم هناك تفصيل ولماذا لما مات الكافر على كفره عيناه بشخصه أنه كافر لظاهر أمره بل وجاز أن نبشره بالنار .. وهل هذا أيضاً لو جهلنا حاله في الدنيا كأن أذهب لمقبرة تعرف للكافرين فأبشره .. وبالمقابل لما مات الموحد وهو في المعركة أو ظاهره الصلاح ومات بالغرق ونحوه لا يجوز أن تقول عنه شهيد مع أن الأولى في حقه أن يقال ذلك أحسن من أن يقال للكافر .. ماذا تردون على هذا الإدعاء؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. الذي يمنعنا من أن نشهد لمسلم معين بالجنة أو النار هو النص الشرعي، كما في صحيح البخاري فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ تحت باب لا يقول فلان شهيد ـ قوله:” الله أعلم بمن يُجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله “. إذ سلامة النيات شرط لصحة وقبول العمل .. والعلم بالنيات وإخلاصها مقصور على علام الغيوب وما في الصدور سبحانه وتعالى.
          وكذلك الذي حملنا بأن نشهد على موتى الكفار بأعيانهم بأنهم من أهل النار، هو النص الشرعي، لقوله صلى الله عليه وسلم:” حيث مررت بقبر كافر فبشره النار “.
فإذا ورد النص الشرعي: قال الله، قال رسوله صلى الله عليه وسلم .. الذي يُلزم بمعنى معين .. فليس للمسلم سوى الرضى والتسليم .. ومن دون أن يكثر من الاعتراضات والتساؤلات لماذا هنا نقول كذا .. وهنا لا نقول كذا .. ولماذا هنا يجوز .. وهنا لا يجوز ..] وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً [الأحزاب:36.
          وعلى العموم: هذه المسألة ومثيلاتها قد تناولتها بشيء من التفصيل في كتابي ” قواعد في التكفير ” عند الحديث عن قاعدة ” العبرة بالخواتيم “، فراجعه إن شئت.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.