موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

شرط العلم بالتوحيد

0 343

س619: هناك أمر استشكل علي فهمه وهو في الشرط الثالث من شروط لا اله إلا الله (العلم بالتوحيد)، فما هو مقدار ونوع  العلم المطلوب حتى يسمى المسلم عالما بالتوحيد ويكون به قد حقق هذا الشرط .. ولو أن شخصاً جاء بشروط لا إله إلا الله عدا شرط العلم، وفي نفس الوقت يعمل بالتوحيد ـ لم يقع في الشرك ـ ويقيم الصلاة .. ونحن نعلم أن الشرط هو (ما يتوقف على وجوده وجود الشيء، ولا يلزم من وجوده وجود الشيء، لكن يلزم من عدمه عدم ذلك الشيء)فهل من كان هذا حاله (يعمل بالتوحيد لكنه فاقد لشرط العلم) يكون موحداً رغم إخلاله بالشرط .. أرجو إفادتي وبارك الله فيكم وفي جهودكم؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا يُعتبر المرء عالماً بالتوحيد وأنه قد حقق شرط العلم بالتوحيد إلا بالعلم بلا إله إلا الله؛ أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وبالعلم بركني شهادة التوحيد: النفي الذي يلزم البراءة من الشرك والمشركين، والكفر بالطواغيت التي تُعبد من دون الله، والإثبات الذي يقتضي الإيمان بأن المعبود المألوه المطاع وحده هو الله تعالى وحده، فمن علم هذا القدر فقد حقق العلم بالتوحيد، وأتى بشرط العلم بالتوحيد.
وافتراضك وجود شخص يأتي بالتوحيد كاملاً لكنه يفتقد ” شرط العلم بالتوحيد ” أي لا يعلم التوحيد .. هو افتراض خاطئ ومتناقض .. وغير ممكن الحدوث؛ ففاقد الشيء لا يمكن أن يُعطيه، وكذلك الجاهل لا يمكن أن يأتي بما يجهله، وافتراضك هذا كمن يفترض وجود شخص يصلي الصلوات المكتوبة وفق ـ وعلى ـ مراد الشارع .. ثم هو بنفس الوقت يجهل أركان، وشروط، وواجبات الصلاة .. فهذا لا يمكن أن يحدث ..  لذا فإن جميع الفرائض بما في ذلك التوحيد يُشترط لها العلم قبل العمل لاستحالة إتيان العمل قبل العلم. 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.