موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

هل النفي في الآية (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم …" لمطلق الإيمان أم لكماله؟

0 301

س626: قوله تعالى:)فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً( هل النفي الوارد في الآية يدل على انتفاء الإيمان عنهم مع بقاء الإسلام أم ماذا ؟!

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. نفي الإيمان منه ما يكون نفي لمطلق الإيمان، ومنه ما يكون نفي لكماله، والقرائن والنصوص الشرعية هي التي تدل على هذا وذاك وتفرق بينهما.
          والنفي الوارد في الآية للإيمان يُراد منه نفي مطلق الإيمان؛ لأن مجموع النصوص ذات العلاقة بالمسألة تدل على أن من يرد حكم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يرضى به، ويؤثر حكم غيره على حكمه ليس بمؤمن، وهو كافر خارج من الملة، كما قال تعالى:)فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً(النساء:59. فمن علامات الإيمان بالله واليوم الآخر رد التنازع إلى الله والرسول، فإن انتفى هذا الرد كان دليلاً على عدم الإيمان بالله واليوم الآخر.
          وكذلك قوله تعالى:)قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(آل عمران:31. فمن علامات محبة العبد لربه سبحانه وتعالى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتحاكم إليه، فإن انتفى التحاكم للنبي صلى الله عليه وسلم وانتفت متابعته كان ذلك دليلاً على انتفاء محبة العبد لخالقه، ولا تنتفي المحبة إلا عن كل كافر مبغض لدين الله.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.