موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

تسليم الشخص نفسه للطواغيت

0 315

س681: أسأل الله الكريم أن يحفظك من كيد الطواغيت .. كثير من الناس يعارضون هروب الشباب من قوات الأمن في بلادهم حين يداهمون بيوتهم ويطالبونهم بالصبر والاستسلام بحجة عدم زعزعة الاستقرار وإحداث فتنة .. وهؤلاء الشباب يعلمون علم اليقين ما ينتظرهم داخل الزنازين وأولها ممارسة الفاحشة بشهادة المئات ممن اعتقلوا في السابق .. ولما نذهب بعيداً أنا شخصياً رأيت منهم أشياء  لا يرضى بها حتى المجرم .. وقد حكى لي الشباب في السجن الشي العجاب .. هل تعلم يا شيخ أنه قد اكتشف مؤخراً ” 3300 “جثة لشباب كانوا قد اختطفوا على أيدي قوات الأمن الجزائرية سنة 94..؟ ومازال الآلاف في عداد المفقودين.. فهل يجوز للمسلم أن يمكّن نفسه لهؤلاء المرتدين حتى يكونوا قرابين يتقربون بهم إلى أسيادهم .. أما آن للشباب الطاهر أن يبرهن لهؤلاء الزنادقة أنهم قد تجاوزوا المدى وأن المسلم أشرف وأكرم من أن تبنى أمجاد الطواغيت على جماجمهم ؟؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. من خلال ما تقدم من إجابات قد ظهر أننا لا ننصح الأخ بأن يُسلم نفسه لهؤلاء الكلاب المسعورة .. ولكن أود أن أضيف هنا فأقول: ليس كل استدعاء من دوائر أمن الطواغيت يلزم منه على الأخ أن يفتح جبهة لا طاقة له بإغلاقها، وإنما عليه أن ينظر إن كان هذا الاستدعاء قد يترتب عليه سجن لسنوات، وتعذيب، واعتداء، وفتنة في الدين أم لا .. فإن كانت الأولى فله حينئذٍ أن يُقاوم اعتقال الظالمين المجرمين له بما أوتي من قوة وحيلة .. أما إن كانت الثانية وكان استدعاؤهم له فقط لمجرد السؤال .. أو لا يترتب عليه ما تقدم ذكره .. فهو حينئذٍ ليس مضطراً لفتح معركة قد لا يكون كفأ لها .. أو قد يترتب عليها ما هو أسوأ بكثير من مجرد المكث عندهم سويعات أو بعض يوم، والله تعالى أعلم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.