المسَاجِدُ التركيَّةِ والشَّبابُ التركِي
المساجد التركية والشباب التركي
المسَاجِدُ التركيَّةِ والشَّبابُ التركِي
كثير من المساجد التركية لضخامتها، وسعة وتنوع مرافقها، ورمزيتها التاريخية والمكانية، تصلح لأن تكون جامعاً، وجامعة معاً؛ يُطلب فيها العلم .. تُخرّج أجيالاً من العلماء، والدعاة، وطلبة العلم .. إلا أنها وللأسف تخلو من المحاضرات العلمية، ومن حلقات التعليم، والأنشطة العلمية والدعوية .. حتى خطبة الجمعة التي منها يستمد الناس ثقافتهم الإسلامية، ووعيهم الإسلامي .. فهي تُكتَب على ورقة تُعمّم على جميع مساجد تركيا، وخُطبائها .. لا يُسمح للخطيب أن يخرج عن موضوعها .. وهي في كثير من مواضيعها تقليدية جداً .. منفصلة عن واقع وهموم ومشاكل الشباب التركي، والتحديات التي تواجههم؛ وبخاصة منها التحديات الثقافية والفكرية .. فالمساجد مفصولة تماماً عن الواقع، وعن مشاكل وهموم الناس، وبخاصة منهم فئة الشباب .. فهي وكأنها لم تُعَد إلا لأمرين فقط: الصلوات الخمس .. واستقبال السُّواحِ!
ولو حصلت محاضرة أو ندوة علميّة، أو أي نشاط دعوي فكري، فمكانها الفنادق، والصالات المغلقة .. والتي في كثير من الأحيان تكون بعيدة عن مرأى ومسمع الشباب .. مما جعل كثيراً من الشباب التركي في منأى عن هموم دينه وأمته .. معادٍ لتاريخه وحضارته .. يُصغي للخطاب القومي العلماني الإقصائي المتطرف .. وللثقافات، والعادات الوافدة من الغرب، والتي كثير منها تصب في معاداة الإسلام والمسلمين!
اللهم احفظ تركيا، وأهلها، وشبابها، من كل شرٍّ وسوء …
عبد المنعم مصطفى حليمة
أبو بصير الطرطوسي
4/5/2022
www.abubaseer.bizland.com
