موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

الرد على من ينكر "تكفير تارك جنس العمل بالكلية"

0 353
س1073:  كتب بعضهم مقالاً , ملخصه : ينكر قاعدة : “تكفير تارك جنس العمل بالكلية”, فهي قاعدة مبتدعة , وهي مسألة غير عملية بمعنى أنه لا يمكن أن يقال : إن هناك زيداً ـ  من الناس ـ قد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولَم يعمل بعدها خيراً قط ، فإن هذا النفي المطلق لا يمكن لأحد إلا الله أن يحيط به “، فهي نظرية غير واقعية ولا عملية إذ لا يتصور وقوعها من مسلم، والشرائع لَم تبن على الصور النادرة.
والسؤال: ما هو توجيهكم .. دمتم على الحق, وخُتم عملكم بالصالحات, وجزاكم الله خيراً؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. أقول: بل صاحب المقال هذا .. هو الذي لا يعيش واقع الناس .. وواقع أمته .. ولا يرضى لنفسه بأن ينظر للواقع إلا بعين واحدة، وعوراء .. وكأنه يعيش في غير كوكبه؛ كم عدد هؤلاء الذين نعرفهم ونعيش معهم يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله باللسان .. ومع ذلك فهم لا يصلون ولا يصومون ولا يحجون، ولا يزكون .. ولا يتطهرون .. ويفعلون كثيراً من الموبقات والمحرمات .. لا يعرفون من هذه الحياة الدنيا سوى كيف يُشبعون نزواتهم وشهواتهم .. ثم بعد ذلك يحسبون أنفسهم مؤمنين مسلمين وأنهم على خير .. بفعل عقيدة الإرجاء الرائجة بين الناس!
كم عدد هؤلاء الذين يقولون لا إله إلا الله، محمد رسول الله باللسان .. ثم هم يشتمون الله والدين لأدنى خلاف بينهم وبين الآخرين ..؟!
كم عدد هؤلاء الذين يقولون لا إله إلا الله، محمد رسول الله باللسان .. الذين لا يعرفون المساجد إلا محملين على الأكفان ليُصلي عليهم الناس!
كم عدد هؤلاء الذين يقولون لا إله إلا الله، محمد رسول الله باللسان .. ثم هم يوالون الطاغوت وحزبه على الإسلام والمسلمين ……….؟!!
ويُقال كذلك: أن السنة قد حدثتنا عن أناسٍ يأتون يوم القيامة وفي قلوبهم مثقال ذرة من إيمان .. ومنهم من لم يعمل خيراً قط .. ثم تدركه الرحمة .. وهؤلاء وإن كانوا لم ينتف عنهم جنس العمل الذي يدخل كشرط للنجاة؛ وإنما هم مثال ودليل على أن من الممكن وجود من يُشابههم في الوصف فيأتون بشهادة التوحيد لفظاً .. ثم لا يفعلون شيئاً من مقتضياتها وشروطها!
فصاحبك في مقاله يرد مجموع هذه النصوص والأدلة .. ويُشكك باحتمال وجود مقتضياتها!
ويُقال كذلك: لعل مراد صاحبك أن المرء مهما كان معرضاً عن العمل لا بد من أن يفعل بعض الخير؛ كأن يُحسن على أبنائه أو ينفق على زوجه، أو يُميط الأذى عن الطريق، أو يرد السلام على من سلم عليه .. أو يتصدق على فقير .. ونحو ذلك من الحسنات التي لا تخلو من أمة من الأمم ولا شعب من الشعوب!

فإن كان هذا مراده .. وهو محتمل .. أقول: فهو لم يفقه المراد من حديث أهل العلم عن جنس العلم .. وما يدخل منه كشرط لصحة الإيمان، وما لا يدخل .. وعلى كلامه هذا يكون أكفر أهل الأرض وأفجرهم .. لا ينتفي عنه جنس العمل بالخير .. ولكن ليس هذا هو موطن الخلاف والنزاع، فليُعلَم!  
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.