موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

الأسير المحارب إن أسلم وهو في الأسر هل يجوز قتله أم لا

0 347

س963: شيخي الفاضل .. استوقفني حكم الأسير المحارب إن أسلم وهو في الأسر هل يجوز قتله أم لا .. وكيف ينبغي التعامل معه .. نرجو التكرم بالجواب؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. الراجح من أقوال أهل العلم وما عليه الدليل أن الكافر المحارب إن أسلم قبل القدرة عليه فهو حر معصوم الدم والمال .. وإن أسلم بعد القدرة عليه أو وقوعه في الأسر، فإسلامه يعصم دمه .. لكن لا يمنع عنه الاسترقاق .. وللحاكم أو من ينوب عنه من أمراء الجند أن يمن عليه أو أن يُفادي به أسرى المسلمين عند الكافرين، كما وله أن يُطالبهم بفدية له، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع العباس حيث كان من أسرى بدر، فألزمه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يدفع الفدية عن نفسه رغم أنه قال له بأنه مسلم، فقال له صلى الله عليه وسلم:” ولكن ظاهرك كان علينا “.
          وكذلك الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه: أن ثقيفاً كانت حلفاء لبني عقيل، فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني عقيل. وأصابوا معه العضباء. فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق. قال: يا محمد! فأتاه. فقال ” ما شأنك؟” فقال: بم أخذتني؟ وبم أخذت سابقة الحاج؟ فقال:” أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف “، ثم انصرف عنه فناداه. فقال: يا محمد! يا محمد! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيقاً، فرجع إليه فقال:” ما شأنك؟” قال: إني مسلم. قال:” لو قلتها وأنت تملك أمرك، أفلحت كل الفلاح“، ثم انصرف. فناداه. فقال: يا محمد! يا محمد! فأتاه فقال:” ما شأنك؟” قال: إني جائع فأطعمني، وظمآن فاسقني. قال:” هذه حاجتك “، ففدي بالرجلين.
          فإن قلت: ولكنه قد يُسلم تقية للنفاد بنفسه من القتل أو الأسر ..؟
          أقول: الذي يمنعنا من هذا التفكير حديث أسامة بن زيد المتفق عليه، وفيه أن أسامة قال: قلت يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح، قال صلى الله عليه وسلم:” أشققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟!“.
وكذلك حديث المقداد بن أسود المتفق عليه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:” لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال “.
وهذا لا يمنع من أن يخضع للمراقبة والتثبت وبخاصة إن ظهر منه ما يريب، لقوله تعالى:] فَتَبَيَّنُوا [، والله تعالى أعلم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.