موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

هل يعذر بالتأويل؟

0 308

س957: رجل قارف كفراً أكبر، وهو يقر ويعلم حكم ما فعل، لكنه ظن أن لديه مانعاً من موانع التكفير المعتبرة، وهو ـ في حقيقته ـ ليس مانعاً .. فهل مثل هذا يعذر بالتأويل؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. يُنظر إلى هذا الذي ظنه واعتقده أنه مانع من موانع التكفير؛ فإن كان تحتمله قواعد ونصوص الشريعة، وتوجد عليه أدلة محتملة ومرجوحة فإنه يقيل عثرة صاحبه ويمنع من تكفيره، وإن كان المانع الذي ركن عليه لا دليل عليه البتة، ولا تحتمله قواعد ونصوص وأصول الشريعة، فلا يُعذر، والله تعالى أعلم.
فإن قلت: اضرب لنا مثالاً على ذلك!

أقول: كمن يعطي كلمة الكفر تحت إكراه موهوم غير مكتملة شروطه، فيظنه إكراهاً مبرراً ومعتبراً يقيل عثرته، فمثل هذا يُعذر، لوجود الأدلة العامة التي تستثني المكره، وتقيل عثرته، والله تعالى أعلم. 
وقولي عنه يُعذر؛ أي يعذر العذر الذي يمنع عنه التكفير، ولكن لا يمنع عنه التعزير والتوبيخ والمعاتبة .. كما حصل بين الإمام أحمد ويحيى بن معين عندما ترخص لنفسه في مسألة خلق القرآن .. فظن أنه مكره، ويُحمل عليه حديث عمار .. إلا أن الإمام أحمد بين له أن الأمر ليس كذلك .. وأن شروط الإكراه غير متوفرة عنده كما كانت متوفرة عند عمار رضي الله عنه!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.