موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

آيَةٌ يَضَعُونَها في غَيرِ مَوْضِعِهَا

وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ

0 771

آيَةٌ يَضَعُونَها في غَيرِ مَوْضِعِهَا

بسم الله الرحمن الرحيم

            الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.

          دُعاة الفرقة، والتَّفرق، والخلاف والاختلاف، والتحزبات، يكثر استدلالهم بقوله تعالى:[ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ]هود:118-119. فيضعونها في غير موضعها، ويحملونها على شرعية التفرق، واختلاف التضاد .. وتعدد الأحزاب .. وقالوا: الله تعالى ــ بدلالة هذه الآية ــ خلقنا من أجل الاختلاف والتعدد في المناهج والرؤى والتوجهات .. فالاختلاف والتعدد غاية من غايات الوجود والخَلق .. وسنة من سنن الحياة التي لا بد منها .. وبالتالي لا ينبغي ولا يجوز أن نسعى أو نقف في مواجهة الغاية التي وُجِدنا من أجلها؛ ألا وهي الاختلاف، والتعدد، والتفرق في الدين، والرؤى، والمناهج، وفي أحزاب، وجماعات، ومِلَل شتَّى …؟!

          وهذا فهم خاطئ وضار بدلالة النقل والعقل، فيه تحميل للآية ما لا تحتمل، كما فيه تلبيس على الحق والخَلْق، يُرد عليه من أوجه عدة:

          منها: أن هذا الفهم للآية الكريمة لم يقل به عالم معتبر، ولم يُؤثَر عن أحدٍ من علماء السلف، ولا هو في كتاب من كتب التفسير المعتمدة والمعتبرة، والمنشورة بين أيدينا!

          ومنها: أن هذا الفهم الخاطئ بخلاف الأدلة المُحْكَمَة والكثيرة التي تحض على الوحدة، والاعتصام بحبل الله جميعاً، وعدم التفرق، والاختلاف، والتنازع .. والتي منها قوله تعالى:[ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ]آل عمران:103. وقوله تعالى:[ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ]آل عمران:105. وقوله تعالى:[ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ]الأنفال:46. [ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ]الأنعام:159. [ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ]الروم:31-32. [ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ]آل عمران:19. [ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ . وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ]الشورى:13-14. [ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ]البقرة:176.

          وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” إن الله يرضى لكم ثلاثاً: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ” مسلم.

          وقال صلى الله عليه وسلم :” عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة “[[1]]. وقال صلى الله عليه وسلم:” الجماعة رحمة والفرقة عذاب “[[2]]. وقال صلى الله عليه وسلم:” يد الله مع الجماعة “[[3]]. وقال صلى الله عليه وسلم:” لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله “متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم:” لا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا “البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم:” لا تختلفوا فتختلف قلوبُكُم “[[4]]. فتأمل كيف أن مجرد الاختلاف في تسوية الصفوف للصلاة مؤداه لاختلاف القلوب وتنافرها .. ومصداق هذا الحديث الشريف فما اختلفت مع مصلٍّ يصلي بجواري في جماعة على تسوية الصف إلا ووجدت في قلبي عليه شيئاً .. وأظنه قد وجد في قلبه عليَّ ما وجدت في قلبي عليه .. فالاختلاف لا يأتي إلا بشر .. لذا يمن الله تعالى على عباده المؤمنين بأن آلَفَ بين قلوبهم، وجعلهم بنعمته إخواناً متحابين، كما في قوله تعالى:[ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ]آل عمران:103. وقال تعالى:[ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ]الصف:4. وقال صلى الله عليه وسلم:” الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً “مسلم. وهذا لا يتَأتَّى مع التنازع والاختلاف.

          قال ابن عباس t: أمر الله جل ثناؤه المؤمنين بالجماعة، فنهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله[[5]].

          ومنها: ما تقدم أعلاه هو المحكم من دين الله، الذي يجب القول به، والرجوع والاحتكام إليه، ورد ما تشابه من النصوص إليه، وتفسيرها وفهمها على ضوئه وحُكْمِه .. فإن عُلم ذلك، ننظر في تفسير الآية الكريمة التي اختلفوا وخالفوا في فهمها، وماذا قال أهل العلم والتفسير المعتبرين في تفسيرها.

          قال تعالى:[ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ]هود:118-119.

          [ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ ]؛ بأمر كوني؛ كن فيكون [ أُمَّةً وَاحِدَةً ]؛ على الإيمان والإسلام، وعلى أتقى قلب رجل .. فهذا أمرٌ هيّنٌ على اللهِ، فالله تعالى لا يُعْجِزُه شيءٌ .. لكن هذا بخلاف حكمته سبحانه من إيجاد الخلق .. لذلك فأهل الباطل، والديانات الباطلة [ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ] ومتنازعين ومتفرقين في الدين .. [ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ]؛ إلا المؤمنون المسلمون فيرحمهم الله تعالى من الاختلاف والتنازع والتفرق في الدين .. [ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ]؛ خلق أهل الباطل للفرقة والعذاب .. وخلق أهل الإيمان والحنيفية السمحة للرحمة والوحدة والجماعة والاعتصام بحبل الله .. فريق إلى السعير، وفريق إلى الجنة، وكل مُيسَّر لما خُلِق له، [ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ]؛ من الذين اختلفوا وتفرقوا في ملل ومذاهب وأديان باطلة، مغايرة لدين الله الحق الإسلام.

          هذا المعنى تواترت عليه الأدلة من كتاب الله، كما في قوله تعالى:[ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ]النحل:93. وقوله تعالى:[ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ]الشورى:8. فاستثنى الله وميز بين المؤمنين الذين يُدخلهم في رحمته، وجنته .. وبين الضالين الظالمين المختلفين المتفرقين المتنازعين في الدين، الذين ليس لهم إلا العذاب الأليم.

          عن عطاء:[ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ]؛ قال: اليهود والنصارى والمجوس، والحنيفيَّة همُ الذين رحم ربُّك.

          وعن الحسن البصري:[ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ]، قال: الناس مختلفون على أديان شتى، إلا من رحم ربك، فمن رحم غير مختلفين.

          وعنه: [ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ]، قال: الناس كلهم مختلفون على أديان شتى، إلا من رحم ربك، فمن رحم غير مختلف. [ ولذلك خلقهم ]، فقال: خلق هؤلاء لجنته، وهؤلاء لناره، وخلق هؤلاء لرحمته، وخلق هؤلاء لعذابه.

          وعن مجاهد:[ ولا يزالون مختلفين ]، قال: أهل الباطل، [ إلا من رحم ربك ]، قال: أهل الحقّ.

          وعن ابن المبارك:[ إلا من رحم ربك ]، قال: أهل الحقّ، ليس فيهم اختلاف.

          وعن ابن عباس:[ ولا يزالون مختلفين ]قال: أهل الباطل، [ إلا من رحم ربك ]، قال: أهل الحق.

        وعنه:[ ولذلك خلقهم ]، قال: خلقهم فريقين: فريقاً يُرْحَم فلا يختلف، وفريقاً لا يُرْحَم يختلف، وذلك قوله:[ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ]هود:105.  

          وعن قتادة، قوله:[ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ]، فأهل رحمة الله أهل جماعة، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم، وأهل معصيته أهل فرقة، وإن اجتمعت دورهم وأبدانهم.

          وعن الأعمش:[ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ]، قال: من جعله على الإسلام.

          قال أبو جعفر الطبري في تفسيره بعد أن نقل الآثار الواردة أعلاه: وأولى الأقوال في تأويل ذلك، بالصواب قولُ من قال: معنى ذلك:” ولا يزال الناس مختلفين في أديانهم وأهوائهم على أديان وملل وأهواء شتى، إلا من رحم ربك، فآمن بالله وصدق رسله، فإنهم لا يختلفون في توحيد الله، وتصديق رسله، وما جاءهم من عند الله”. وإنما قلت ذلك أولى بالصواب في تأويل ذلك، لأن الله جل ثناؤه أتبع ذلك قوله:[ وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين ]، ففي ذلك دليلٌ واضح أن الذي قبله من ذكر خبره عن اختلاف الناس، إنما هو خبرٌ عن اختلاف مذموم يوجب لهم النار ..”ا- هـ.

          ومنها: قولهم أن الله تعالى خلقنا من أجل الاختلاف .. ومن ثم استدلالهم بالآية الكريمة على شرعية هذا الاختلاف .. هو مغاير ومصادم للآيات الكثيرة التي تبين أن الله تعالى ما خلقنا إلا لعبادته وتوحيده سبحانه، كما في قوله تعالى:[ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ]الذاريات:56. وقوله تعالى:[ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ]التوبة:31. وقوله تعالى:[ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ]البينة:5. وقوله تعالى:[ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ]النحل:36. وغيرها كثير من الآيات التي تحدد الغاية من الخلق، ومن وجود الإنسان، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب. 

          ومنها: أنهم استدلوا بالإرادة الكونية على الإرادة الشرعية؛ فقالوا: ما دام قد قدر الله لنا التفرق والاختلاف .. وشاءه لعباده .. وخلقنا من أجل الاختلاف .. هذا يعني أن الله تعالى يريده ويرضاه لنا تديناً .. فكيف نوقف ونرد ونمنع ما خلقنا الله من أجله .. ولا نرضى ما رضي الله لنا؟!

          وهذا استدلال خاطئ، قد سبقهم إليه المشركون الأوائل؛ فاستدلوا بالمشيئة الكونية الشاملة للخير والشر، على المشيئة الشرعية الدالة على ما يحبه الله تعالى ويرضاه ..

فأحلوا نتيجة لهذا الاستدلال الخاطئ، الشرك والموبقات، كما قال تعالى:[ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ ]الأنعام:148. [ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ]النحل:35.

فقالوا ما دام أن الله تعالى هو الذي خلق الشرك وقدره، وخلق الحرام وقدره؛ هذا يعني أن الله تعالى يحب ويرضى الكفر والشرك، والحرام .. فكيف تمنعوننا من شيء الله تعالى قد قدره وشاءه .. وهو نفس قول واستدلال أصحاب التفرق والاختلاف بالآية الكريمة الواردة في سورة هود .. تشابهت أقوالهم، وقلوبهم ..

بل وقد ذهب كبيرهم الذي علمهم التحريف والتزوير ــ كما تعقبناه في كتابنا حكم الإسلام في الديمقراطية قبل أكثر من عشرين سنة ــ إلى الاستدلال بتعدد ألوان الجبال والصخور على شرعية الاختلاف والتفرق والتعدد في الرؤى والدين، والسياسة، والمناهج .. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أمرين: الإفلاس في الاستدلال .. وسوء الطوية نحو دين الله، والعياذ بالله!

 

عبد المنعم مصطفى حليمة

” أبو بصير الطرطوسي “

 

14/12/1443 هـ. 13/7/2022 م.

 

www.abubaseer.bizland.com

 

 

 

[1]  صحيح سنن الترمذي: 1758.

[2]  أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة: 667.

[3]  صحيح سنن الترمذي: 1760.

[4]  صحيح سنن أبي داود: 618.

[5]  تفسير الطبري: 4/39.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.