موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

بيتُ اللهِ الحَرام الحَزين!

0 635

        يَصدَح المذياع:” لبيك اللهم لبيك ..”، بينما المتواجدون في صحن الحرم المكي لا يزيدون عن العشرات؛ أكثرهم من عمال النظافة، وعناصر إدارية في الحرم …!
        كأنِّي ببيت الله الحرام، يقول: أنا في شهر ذي الحجة المبارك .. أين الملايين من المؤمنين الذين يزورونني في مثل هذا الشهر، في مثل هذه الأيام المباركة، من كلِّ سنة …؟!
        أين أحبائي .. أين الشُّعْثُ الغُبْرُ .. أين زوَّاري من المؤمنين الصالحين، الذين يأتونني من كل فج عميق .. أين الذين يباهي اللهُ بهم أهل السماء، فيقول سبحانه:” انظروا إلى عبادي جاءُوني شُعْثًا غُبْرًا “؟!
        أين العُبّاد .. أين الذين يريدون أن يتطهروا من ذنوبهم، فيعودون كما ولدتهم أمهاتهم .. أين الذين تبتل بدموعهم جدران الكعبة المشرّفة، والحجر الأسود …؟!
        أنا البيت الذي لا يتوقف تطواف الطائفين فيه على مدار أيام وساعات السنة .. فأين الطائفين والطائفات ,, ومن الذي منعهم عني؟!
        قالوا: كورونا .. السبب كورونا!!
        فما بال آلاف الناس ــ وأحياناً عشرات الآلاف ــ الذين تكتظ بهم أماكن اللعب واللهو في عديد من الدول الأوربية وغيرها .. ألا يضرهم كورونا .. ألا يتأذون بكورونا .. أم أنَّ كورونا لا يعمل عمله الضار إلا في بيت الله الحرام؟!
        ماذا يمكن لكورونا أن يفعل، أو أن يُقاوم، أمام الملايين من المؤمنين الذين يتضرعون، ويلهجون بالدعاء، ويرفعون أكفهم الطاهرة إلى السماء، وفي أقدس زمان، وأقدس مكان، يقولون: يا الله …؟!
        هل يبقى لكورونا أثر أو وجود في الأرض، مع هذا الضجيج بالدعاء الخالص، وفي أقدس أيام السنة، وأقدس بقاع الأرض، وأكثرها بركة ..؟!
        في كثير من الأحيان ــ وللأسف ــ تأتي حسابات السياسة بعيداً عن الإيمان .. فيضرون ويسيئون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

6 ذو الحجة 1442 هـ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.