موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

يوم أن سقطت دولة الطالبان ويوم انتصارها.

0 626

يوم أن سقطت دولة الطالبان ويوم انتصارها.

       قبل عشرين عاماً دخلت أمريكا، ومعها دول العالَم المتحضر، وعملائهم من الأفغان، بكل قواهم العسكرية .. فأسقطوا دولة الطالبان بقوة السلاح .. وارتكبوا جميع أنواع المجازر والجرائم بحق المدنيين .. وكانت جثث القتلى منتشرة في شوارع كابل .. ووضعوا مئات من الطالبان في حاويات مغلقة .. ليموتوا اختناقاً .. ولم يحصل وقتها أي حديث عن حقوق الإنسان، وعن عدم شرعية أي حكومة تأتي عن طريق القوة والعنف .. واستمرت جرائمهم ومجازرهم على مدى عشرين عاماً .. والأمم المتحدة .. والهيئات الحقوقية .. صم، بكم، عمي، لا يبصرون، ولا يسمعون .. واليوم لما نصر الله طالبان، وأعاد لهم دولتهم وحكمهم .. نرى الطالبان يتصرفون بروح عالية من المسؤولية، نحو حقوق وسلامة وأمن بلدهم وشعبهم، بدافع من تعاليم دينهم .. حتى أن من كان يحاربهم بالأمس فقد أمَّنوه .. وقد وفوا بوعدهم .. وحموا منازلهم وممتلكاتهم الخاصة .. ومع ذلك لم تتوقف أحاديث الأمم المتحدة .. ودول العالم المتحضر .. والهيئات الحقوقية .. والتي تتضمن أشد لهجات التهديد والوعيد لحركة الطالبان في حال استعملوا العنف .. أو دخلوا مدينة كابل بقوة السلاح .. أو انتهكوا حقوق الإنسان .. فيحذرونهم من كل ما كانوا هم قد اقترفوه، وفعلوه .. وكانوا هم الأَولى بهذه النصائح وهذا التحذير .. فاستيقظ ضميرهم بعد أن كان ميتاً لأكثر من عشرين عاماً!

عبد المنعم مصطفى حليمة

أبو بصير الطرطوسي

16/8/2021

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.