موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

متفرقات حول الأوضاع في سوريا.

0 486

متفرقات حول الأوضاع في سوريا.

       بما أن الضامن الروسي من طرف النظام، هو الذي يرعى ويدعم النظام الأسدي المجرم والمليشيات الشيعية الطائفية، في عدوانهم على درعا، وحصارهم لأهلها .. فإن الضامن التركي من طرف الثورة في حل من التزاماته مع روسيا، فيجب أن يدعم الثوار في رد عدوان النظام الأسدي إلى ما وراء حدود إدلب .. فالعين بالعين!
       في الوقت الذي نجد فيه الضامن التركي ــ احتراماً منه للاتفاقيات التركية الروسية ــ يقوم بدور لجم الثوار داخل الحدود الضيقة لإدلب، ومنعهم من الرد على العدوان الأسدي خارج إدلب .. نجد الطرف الروسي لا يحترم اتفاقياته مع تركيا، ويدعم بقوة عدوان النظام الأسدي المجرم، والمليشيات الطائفية في أي مكان أو جزء من سوريا …؟!!
       أتت الأحداث لتبين أن أكبر خطأ ارتكبه الثوار المجاهدون، بحق سوريا والثورة خروجهم من الجنوب السوري؛ من دمشق، ومن الغوطة وضواحيها إلى إدلب .. وتفريغ تلك المناطق الهامة للنظام النصيري، وللمليشيات الطائفية الباطنية .. وكذلك قرار انسحاب مجاهدي الساحل من مدينة ” كسب “، كان خطأ كبيراً!
       كل من يريد أن يدخل في مفاوضات مع إيران، وينجح في مفاوضاته، عليه أولاً أن يدرس دراسة جيدة الحركات الباطنية، وعقلية الباطنيين الإجراميّة؛ كيف يفكرون، وكيف يتشبَّعون بما ليس فيهم، وكيف يقتلون القتيل، ثم يبكون عليه …؟!
       النقطة الأهم بالنسبة لإيران ــ زعيمة الحركات والطوائف الباطنية ــ التي تفاوض عليها، والتي هي أهم من المفاعل النووي، والتي هي الغاية من المفاعل النووي؛ أن تُطْلَق يدها في بلاد المسلمين، وأن يُسمح لها بالتّخريب كيفما تشاء، وأن تمتد مخالبها، لتدخل كل بيت من بيوت المسلمين …!
       صَدَاقة إيران ــ راعية الحركات والطوائف الباطنية ــ للآخرين، وقربها وبعدها عنهم، على قدر ما تجد في هؤلاء الآخرين تواطؤاً وعوناً لها على تصدير التشيع الديني، والسياسي في بلاد المسلمين .. وتجد منهم غباءً وغفلة عن مآربها الهدّامة والتخريبية!
       إيران راعية الحركات والطوائف الباطنية؛ إن لم تتمكن من تشييعك دينياً، ترضى منك أن تتشيع سياسياً؛ فتتحول إلى بوقٍ يجادل عنها، وعن أهدافها، وأعمالها، وسياساتها الهدَّامة، في بلاد المسلمين .. وما أكثر هؤلاء الذين تشيعوا سياسياً تحت عنوان وزعم المقاومة، وحلف المقاومة!
       منكر الشيعة الروافض لا يمكن السكوت عنه؛ لأنه منكر متعَدٍّ، لا يقتصر على أهله، ولو تركته، فهو لا، ولن يتركك .. فمقومات ومبررات وجوده؛ الاستمرار في أذاك، والتسبب بالضرر لك .. وهذا كله يتم تحت عنوان وزعم، وغطاء ” يا لثارات الحسين ” …؟!
       إخراج وتهجير ثوار درعا إلى الشمال السوري .. قرار خاطئ ومتسرع من قبل الثوار .. وهو استكمال لمخطط الغزاة الإيراني الروسي بتفريغ الجنوب السوري من الثوار الأحرار .. لتبقى المنطقة خالية لهم من أي منغص أو معارض!
       إدلب الشمال؛ إما أن تكون مقبرة للأحرار .. وإما أن تكون نقطة انطلاق لتحرير سوريا من الغزاة، وعملاء الغزاة .. ولا خيار ثالث .. وعلى الأخوة الثوار والمجاهدين أن يختاروا .. وأن يستعدوا لأي خيار يرونه من الخيارين الآنفي الذكر أعلاه!
       لو كان ثوار الشمال في إدلب متحررين من القيود والارتباطات التي تكبلهم، وتمنعهم من الانتصاف عسكرياً لإخوانهم في أي منطقة من مناطق سوريا .. لما تجرأ النظام النصيري الطائفي، ومعه الغرباء من المليشيات الرافضية الطائفية، على العدوان السافر على درعا وأهلها، وثوارها، والانفراد بها .. الله المستعان!
       سيادة واستقلال القرار العسكري والسياسي هو الذي يميز الأحرار عن غيرهم؛ من التَّبَع المكبَّلين بأثقال وشروط التبعية للأسياد، يقودونهم حيثما شاؤوا، وفي أي وادٍ أرادوا …!
       كم هو ثقيل وقَميء، ويُسيء للإنسانية، عندما يتكلم طاغية مجرم سفَّاح، قاتل للأطفال والنساء، عن حقوق الإنسان .. مثاله الرئيس الروسي، الطاغية ” بوتين “، وما يفعله في سوريا من جرائم .. أسأل الله تعالى أن يبتليه بداءٍ لا يجد له دواءً .. اللهم آمين.
       روسيا ــ بقيادة رئيسها المجرم بوتين ــ تتعامل مع سوريا أرضاً وشعباً، كرهينة لقضاياها الدولية مع المجتمع الدولي .. وكورقة ضغط تساوم وتفاوض عليها .. أما سلامة وأمن وحياة الإنسان السوري، فهو آخر ما تهتم له روسيا، وتكترث به!
       لو اتعظت روسيا من أمريكا وما حصل لها في أفغانستان، وممّا جرى لها لمّا كان اسمها الاتحاد السوفيتي؛ فالغزاة الغرباء ــ مهما طال مكثهم، وكانت قوتهم ــ فمآلهم إلى الاندحار والخروج من المستعمرات .. ولو بعد حين .. وأيما تأخير في الجلاء؛ لا يعني إلا مزيداً من الخسائر والضحايا .. ومزيداً من الحسرة والندامة!
       على المستوى الفردي يترك الغرب المهمات القذرة للأنظمة المأجورة المستبدة والمتخلفة، إذا ما أرادوا أن يعتقلوا شخصاً، أو أن يُعذبوه خارج بلدانهم .. وعلى المستوى الدولي ــ في كثير من الأحيان ــ يتركون المهام القذرة، التي تتَّسم بالإرهاب والإجرام بحق الشعوب وبلدانهم، لروسيا …!
       طاغية روسيا بوتين يُحاول عبثاً أن يجعل من عميله وأجيره بشار الأسد رئيساً شرعياً، فيهنئه بفوزه في انتخابات الرئاسة .. على مبدأ عنزة ولو طارت!
       جدال السيد أردوغان عن المجرم بوتين، وأنه يرفض أن يقال عنه ” قاتل ” زلة لا تليق بالسيد أردوغان، أخشى أن يجد غبّها ولو بعد حين .. بل بوتين قاتل ومجرم حرب، وهو شريك للطاغية بشار الأسد في قتل وتهجير الشعب السوري!

 

عبد المنعم مصطفى حليمة

أبو بصير الطرطوسي

11/9/2021

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.