موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

صَدَّقَهُ في الأُولَى وكَذَّبَه في الثّانِيَةِ!

صدقه في الأولى وكذبه في الثانية

0 714

صَدَّقَهُ في الأُولَى وكَذَّبَه في الثّانِيَةِ!

قال الشَّاعِرُ المخَضْرَم لَبيدُ بنُ ربيعة، في مجلسٍ حَافلٍ بالمشركين، وكان في حِينِها لا يزالُ على الشِّرْكِ:
أَلَا كُلُّ شَيءٍ مَا خَلَا اللهَ باطِلُ ..
فسمعه الصّحَابي عُثْمَانُ بنُ مَظْعُونٍ رضي اللهُ عنه، فقال له: صَدَقْتَ …!
وفي هذا المقطع من البيت، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:” أصْدَقُ كَلِمَةٍ قالَها الشَّاعِرُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللهَ باطِلُ ” متفق عليه.
ولمَّا أتمَّ الشاعرُ الشَّطرَ الثاني من البيت، فقال: وكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحالَةَ زَائِلُ
وقوله ” وكُلُّ نَعِيمٍ “؛ من صيغ العموم، التي لم تستثنِ نعيماً دون نعيم .. ومع ذلك الذين يتحرون عن النوايا، ويشقون عن القلوب والبُطون، يقولون: إنما أراد بقوله نعيم الدنيا وحسب .. بينما الصحابي عثمان بن مظعون رضي الله عنه، لما سمعَ منه الشطرَ الثّاني من البيت، حاكَمَ قولَه من دون أن يَشقَّ عن قلبِه وبَطنِه، ونواياه ــ ولا سبيل له إلى ذلك ــ قال له:” كَذَبْتَ …”!
فتعجب المشركون من قوله؛ يصدقه في الشَّطرِ الأول من البيت، ويكذبه في الشطر الثاني من البيت .. فقال عُثْمَانُ بنُ مَظْعُونٍ:” إِنَّ نَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ لا يَزُولُ “!

عبد المنعم مصطفى حليمة

أبو بصير الطرطوسي

altartosi.net

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.