موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

العُقُوق يُعَجِّلُ الآجَالَ!

0 669

العُقُوق يُعَجِّلُ الآجَالَ!

       لا أعرفُ ذَنباً يُعجِّلُ بالآجَال، ويمحَقُ الأرزاقَ، وبركتَها، كعُقُوقِ الوالدين، وقطيعة الرّحم .. وإنِّي لأخافُ على العَاقِّ من عُقُوقِه أكثر مما أخَافُ عليه من عَدوّه .. فقد صَحَّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:” ما مِن ذَنْبٍ أجدَرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبه العقوبَة في الدنيا، مع ما يدِّخرُه في الآخرة من قطيعةِ الرَّحم ..“. وقال صلى الله عليه وسلم:” من قَطَعَ رحماً، رأى وبالَه قبل أن يموت “. وقال صلى الله عليه وسلم:” بابانِ مُعجَّلان عُقوبتهُما في الدنيا: البَغي، و العُقُوق “. وقال صلى الله عليه وسلم:” ليسَ شيءٌ أعجَلَ عقاباً من البغي، وقطيعةِ الرَّحمِ ..“.
       وقال صلى الله عليه وسلم:” من سَرَّهُ أن يُعظِمَ اللهُ رزقَه، وأن يمدَّ في أجَلِه، فليَصِلْ رحمه “. مفهوم المخالفة من أراد أن يُعجَّلَ له في أجَلِه، وأن لا يُمَدَّ له في عمره، وأن لا يُعْظَمَ له في رِزقه؛ فليقطع رَحِمَه!
       وقال صلى الله عليه وسلم:”من سَرَّه أن يُبسَطَ له في رزقه ــ أي يُوسّع ويُزاد له في مالِه ــ ويُنْسَأ في أثرِه ــ أي يؤخَّر ويُزاد له في أجله وعمره ــ فليَصِلْ رحمه “.
       وقال صلى الله عليه وسلم:” مَن سَرَّهُ أن يُمَدَّ له في عُمرِه، ويُزادُ في رزقه؛ فليُبرَّ والديه، وليصِلْ رحمَه “. مفهوم المخالفة يقتضي العكس.
       وقال صلى الله عليه وسلم:” مَن بَرَّ والديه طوبى له؛ زادَ اللهُ في عُمره “. وقال صلى الله عليه وسلم:” لا يَزيدُ في العُمرِ إلا البر “. أي بر الوالدين!
       وقال صلى الله عليه وسلم:” تعلّموا من أنسابِكُم ما تَصِلُونَ به أرحامَكُم؛ فإنَّ صِلَةَ الرَّحم محبَّةٌ في الأهْلِ، مَثْراةٌ في المالِ، مَنْسَأةٌ في الأثَرِ “. أي تَزيد في الأعمَار .. وغيرها كثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحذر من مَغبَّةِ العُقوقُ، وقطيعة الأرحَام .. فالحَذَر الحَذَر عِبَادَ الله!

 

عبد المنعم مصطفى حليمة

أبو بصير الطرطوسي

23/10/2021

للاستزادة:

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.