لا تضحكوا من الضّرطَةِ!
وعظَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه في ضَحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْطَةِ، وقالَ:” لِمَ يَضْحَكُ أحَدُكُمْ ممَّا يَفْعَلُ ” متفق عليه.
والأمر عند بني قومي لم يقف عند حد الضحك من الضَّرطة .. فإنهم ما إن يسمعوا مسؤولاً أمريكيّاً يضرط ضرطةً .. إلا وتبدأ قنواتهم الإعلامية .. المرئية منها والمسموعة .. وتكثر الندوات الإعلامية .. ويُستدعَى لها كبار المحللين والسياسيين .. وتبدأ صحائفهم وجرائدهم .. وفي الصفحة الأولى من جرائدهم المنافقة .. بالكتابة والتحليل المفصّل والممل لضرطة هذا الأمريكي، وتحت عناوين كبيرة، وبالخط الأسود العريض .. ويقفون عندها طويلاً: لماذا ضرط .. وكيف ضرط .. وما الغاية، وما المراد من ضرطته .. ومن المستهدف من ضرطته .. وما هي انعكاسات وآثار ضرطته .. إلى آخر قائمة التساؤلات والتحليلات التافهة الساقطة المقزّزة .. والتي كلها تدور حول ضرطة وكلمة هذا الأمريكي .. فيسيؤون بذلك إلى أنفسهم ومكانتهم، وإلى مسامع الناس .. وإلى شعوبهم، وبلدانهم .. ويهدرون في سبيل ذلك أموالاً طائلة .. فقليلاً يا قوم من الأدب، واحترام النفس، واحترام الناس، ومسامعهم، وأوقاتهم!!
عبد المنعم مصطفى حليمة
أبو بصير الطرطوسي
21/10/2021
