قريةُ أطمَة الأكْثَرُ تَحَضُّراً!
عاشت مدينة لندن أزمة توزيع الوقود لأيّامٍ معدودات .. فهالني ما رأيت من أخلاق الناس، ومن مهاتراتهم، وتزاحمهم، وهلعهم من أجل الحصول على الوقود .. فتذكرت قرية أطمة السورية الماجدة بأهلها الكرماء .. التي تأوي مئات الآلاف من النازحين المهاجرين؛ الذين هجَّرهم من ديارهم ظلم وإرهاب الطغاة الظالمين .. يفترشون الخيام ــ التي لا تقي من قَرٍّ ولا من حَرٍّ ــ على مدار فصول السَّنة .. يعانون النقص والحرمان في كثير من ضروريات وحاجيات الحياة الأساسية .. ولأكثر من عشر سنوات .. ورغم غياب رقابة المخلوق، وغياب الكاميرات التي تراقب، وتسجل حركة الناس .. ومع ذلك لا يعتدي أحد على أحد .. ولا ينهبُ أحد أحداً .. ولا تسطو خيمة على حقوق خيمة أخرى .. ولا تخشى خيمة مما يجاورها من الخيام الأخرى .. فالكل يصبر على الكل، والكل يحترم الكل .. وما كانوا ليكونوا كذلك لولا الإيمان بالله .. أرقى وأعظم مفهوم حضاري يفرز سلوكاً حضارياً راقياً.
وقد صدَقَ مَن قال: النَّاسُ يتساوون في العافية، ويَتَمَايزُون في الشِّدة والبلاء …!
3/10/2021
